رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "أحمد" مريض بالسرطان: "الموت أهون من رحلة العلاج"

فيتو

وجوه يرسم الحزن ملامحها البسيطة، وتحمل بين ثناياهها الألم والشقاء، ينتشرون حول معهد الأورام القومى بملابسهم الريفية وقلوبهم المليئة بالأمل والإيمان.. جاءوا من مختلف محافظات مصر بحثًا عن العلاج أملًا فى الشفاء، بعد أن أصابهم المرض اللعين، الذى انتشر فى أجسادهم..


لم يرحمهم المرض، ولم يجدوا رحمة فى قلوب المسئولين تخفف عنهم معاناتهم وآلامهم.. لم يجدوا فى رحلة المرض سوى المرار والشقاء الذى زادهم مرضًا.

"لفيت كعب داير عشان اتعالج".. هكذا قال "أحمد" الذى لم تقف معاناته عند الابتلاء بالمرض اللعين..

"فى البداية ذهبت إلى مستشفى قصر العينى لإجراء جراحة لإزالة الورم، ثم اكتشفت أن العملية التى أجريت لى كانت خطأ، ما تتسبب فى عودة الورم بوجهى تحت عينى مرة أخرى".

رحلة الألم مازالت مستمرة، فبعد خضوع "أحمد" للعملية، ذهب إلى التأمين الصحى بمدينة نصر، لتلقى الكيماوى، وبعد انتهاء الجرعات، كان لابد من تلقيه العلاج بالإشعاع.. وهنا بدأت رحلة أخرى قاسية مع مستشفى السلام للأورام.

"الرعايا الصحية سيئة والأجهزة غير متوفرة أو تالفة إن وجدت!.. لم أخضع سوى لجلسة واحدة من أصل 24 جلسة بسبب الإهمال".

عاد "أحمد" يحمل "ورمه" إلى قصر العينى لإجراء عملية جديدة، بعد أن اكتشف أن الطبيب أخطأ فى العملية الأولى، فقد عاد الورم من جديد.

" تأجيل وراء تأجيل مع مرض يسابق الزمن للانتشار، 4 مرات أعددت نفسى فيها للعملية التى تستوجب الصيام قبل إجرائها، تشاجرت مع مدير المستشفى والممرضين والسكرتارية، ففى كل مرة يتكرر الأمر.. اعتذار من الطبيب، أو تقصير من التمريض بعدم إخبار الطبيب بموعد العملية!".

ورغم أن العملية تم إجراؤها على نفقة التأمين الصحى، فإن "أحمد" يئن من مصاريف الجلسات والعلاج.

500" جنيه ثمن الأشعة الواحدة، وتكاليف المواصلات من بنها إلى القاهرة تحتاج ميزانية وحدها.. يجب على الحكومة أن توفر العلاج لأبناء المحافظات فى أماكنهم، حتى لا يضطر المرضى للسفر وقطع آلاف الكيلومترات لتلقى العلاج".

" الموت أكثر راحة من رحلة العلاج".
الجريدة الرسمية