رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: الإرهاب بين الغموض والمصطلحات

منتصر عمران
منتصر عمران

في كثير من الدراسات والمؤتمرات التي عقدت دوليا وإقليميا ومحليا لم تصل نتائجها الى تعريف واضح ومتفق عليه بشأن الإرهاب.. بل خرجت معظم هذه المؤتمرات بتعريفات مختلفة بل بعضها اعتراها الغموض، ولكن المتفق عليه أن الإرهاب لا يوجد لديه أهداف متفق عليها عالميا ولا ملزمة قانونا وتعريف القانون الجنائي له، بالإضافة إلى تعريفات مشتركة للإرهاب تشير إلى أنه عبارة  عن الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف ويكون موجهاً ضد أتباع دينية وأخرى سياسية معينة أو هدف أيديولوجي وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة غير المدنيين.

 

وبدوري أرى هناك حقيقة راسخة لا بد أن يتفق عليها جميع الخبراء المتخصصون في شأن الجماعات الإرهابية والأفكار المتطرفة وهي إن انتهاء الإرهاب في أي منطقة من العالم ومن الدول  لا يتوقف بالضرورة على مقتل زعيم تنظيم إرهابي  أو غيره.. ولو كان ذلك صحيح لتوقف الإرهاب بعد مقتل أسامة بن لادن أو أبو مصعب الزرقاوي أو غيرهم الكثير..

لأني أجزم و قلت سابقا إن هذه التنظيمات تبنى على فكرة والفكرة تتناقلها العقول وليس الأجساد، فعندما تموت الأجساد التي تحمل فكرة الإرهاب تنتقل الفكرة الى عقول مؤيدي زعيم التنظيم وعناصر التنظيم ذاته.

فمقتل البغدادي أكيد  سيقلل من نسبة الإرهاب في سيناء ربما يكون تأثيرا مؤقتا، وربما يكون تأثيرا دائما، ويتوقف ذلك على قدرة الدولة المصرية وإرادتها السيادية في المضي قدما في القضاء على الإرهاب.

وإذا أتينا الى مصطلح القضاء على الإرهاب هذا لا يعني القضاء على جذوره، ولكن أقول إن القضاء على الإرهاب كالقضاء على الفيروسات التي تصيب جسد الناس، مثل فيروس سي، فمن الممكن أن تنجح الدولة المصرية في القضاء على الإرهاب، ولكن للأسف تبقى جرثومة الإرهاب متقوقعة داخل جسد الدولة المصرية متمثلة في الفكرة التي تحملها العقول تنتظر الفرصة للنشاط مرة أخرى على جسد الدولة المصرية.

لذا أرى أن الدولة المصرية قد حققت نجاحا كبيرا في القضاء علي التنظيمات الإرهابية وخلاياها وقادتها ولكن يبقى متحوصلا ولكن لن يموت نهائيا؛ لذا تحتاج مصر إلى مرحلة الاستمرار في مرحلة التطهير لكل منابع الإرهاب من عناصر بشرية وافكار متطرفة ودول داعمة حتى يكتمل النجاح وهذا ما أرى أن الدولة المصرية تحت رئاسة السيسي عازمة على المضي قدما فيه.

لأنه كما قلت سابقا إن القضاء على زعيم التنظيم مثل قتل البغدادي أو الحكم بالإعدام على عشماوي لن ينهي الإرهاب كليا بل ستحاول هذه التنظيمات الإرهابية إلى إعادة ترتيب إدارتها واوراقها مرة أخرى، واختيار خليفة للبغدادي على مستوى المنطقة العربية واختيار خليفة للعشماوي على مستوى مصر وسيناء.

وخير دليل على ما ذهبت إليه في هذا التحليل هو ما حدث في تنظيم القاعدة، فبعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن جاء من خلفه في زعامة التنظيم أيمن الظواهري، وما زال التنظيم مستمر حتى اليوم.. ولكن ليس بالقوة التي كان عليها التنظيم أيام أسامة بن لادن لأن التنظيم شهد انشقاقات عدد من قادته، وكان منهم البغدادي الذي أنشأ تنظيم داعش.

وعليه أرى أن تنظيم داعش لن يستمر بقوته بعد مقتل مؤسسه فسيصاب بحاله من الضعف والانشقاقات وستشهد الأيام القادمة ظهور زعيم جديد لتنظيم جديد وكل ذلك بمباركة مخابرات أمريكا والدول الغربية لإشاعة الفوضى والفتن في المنطقة العربية وإرساء حالة من عدم الاستقرار في الدول العربية. وايضا التنظيمات داخل سيناء ستشهد مثل هذا الأمر بعد إعدام عشماوي.

و الرئيس السيسي لها دور كبير في تحقيق إنجاز القضاء على الإرهاب قل تحجيمه، وذلك من  خلال الإجراءات الضرورية التي تم العمل بها في مصر من أجل الحفاظ على الاستقرار ومكافحة الإرهاب في البلاد.

 

فمصر يشهد لها أنها شنت حربا لا هوادة فيها على الإرهاب منذ عام 2013 وقت قيام ثورة يونيو، وقد نجحت الدولة المصرية  في تحقيق نجاح كبير على الرغم  أن لمصر دولا معادية تريد زرع الاضطرابات والفوضى داخلها، وهي تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية.

والخلاصة أن تنظيم ولاية سيناء وغيرها من التنظيمات الإرهابية تبحث دوما عن بيئة مناسبة لها مثل الصحراء والأماكن العشوائية والبلاد الفقيرة من أجل تفعيل نشاطها إذا كانت سياسة الرئيس السيسي من أول وهلة ومن أول يوم تولى فيه الحكم هو تعمير سيناء وربطها بالوطن عن طريق تنفيذ الطرق الكفيلة بربط سيناء بباقي مدن ومحافظات مصر، وإنهاء المناطق العشوائية ورفع مستوى دخل المواطن؛ لأن فعل ذلك سيسهل بكل تأكيد في القضاء على تنفيذ  عمليات التنظيمات الإرهابية التي تستغل مثل هذه الأماكن في تجنيد عناصر لها ونشر فكرها المتطرف.

الجريدة الرسمية