هل يجوز قول "سيدنا محمد" أثناء الصلاة؟
يعتاد البعض تكريما وتعظيما وتوقيرًا للرسول عليه الصلاة والتسليم تسويد اسم النبى عليه السلام بقول "سيدنا محمد" أثناء قراءة التشهد واختلف البعض فى ذلك، وفى هذا يفسر الدكتور على جمعة مفتى مصر السابق موقف الشريعة من ذلك.
ويقول المفتي السابق:
سيدنا محمد هو جوهرة النفوس وتاج الرؤوس وسيد ولد آدم أجمعين، ولا يدخل الإنسان دائرة الإيمان إلا بحبه وتعظيمه وتوقيره والشهادة برسالته.
فهو أحد ركنى الشهادتين إذ لا يقبل الله تعالى من أحد الوحدانية حتى يشفعها بأنه صلى الله عليه وآله وسلم رسوله للعالمين، وقد علمنا الله تعالى الأدب مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين خاطب جميع النبيين بأسمائهم أما هو فلم يخاطبه بإسمه مجردا بل قال له: يا أيها النبي، يا أيها الرسول، وأمرنا بالأدب معه وتوقيره فقال: "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا" الفتح 8ـ 9.
ومن توقيره تسويده كما قال قتادة والسدى "وتوقروه" وتسودوه، ومن الأدب أن نسوده كلما ذكر، وأن نصلى عليه كلما ذكر، وألا نخاطبه بإسمه مجردا عن الإجلال والتبجيل، وأجمعت الأمة على استحباب اقتران اسمه الشريف صلى الله عليه وسلم فى غير الألفاظ الواردة المتعبد بها من قبل الشرع، بينما يرى فريق آخر من العلماء الاقتصار فى الألفاظ المتعبد بها على ما ورد اتباعا للفظ وفرارا من الزيادة فيه.
ما المقصود بالآية الكريمة "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى”
وإزاء هذا الخلاف فإننا نرى الأمر فيه واسعا وليس لفريق أن ينكر على الآخر فى الأمور الخلافية التى وسع من قبلنا الخلاف فيه، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله تعالى، وليس ذكره صلى الله عليه وسلم فى الأذان مقترنا بالسيادة مخالفا للشرع بل فاعل ذلك محمود ومثاب على فعله، ونحن أحوج الى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا العصر من أي وقت آخر حيث تموج الآراء وتختلف المشارب، وكثرت الفتن فى الظاهر والباطن وليس من نجاة إلا بحب سيد الخلق سيدنا محمد عليه السلام.