رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال الشوارع.. وجع فى قلب مصر.. يمسحون السيارات نهارًا ويفترشون الأرصفة ليلًا.. والخبراء: ظاهرة تبحث عن حل

أطفال الشوارع -صورة
أطفال الشوارع -صورة أرشيفية

ظاهرة أطفال الشوارع ليست جديدة على شوارع محافظة الشرقية التي تمتلئ بالكثير منهم، فحركتهم الواهنة، وشكل ملابسهم البالية ونظرات الحرمان التي تمثل سهاما لوخز بقايا ضمير مجتمع سمح لأبنائه أن يأويهم شارع لا يرحم براءتهم ولا يشعر بمعاناتهم وأقصى ما يفعله هو أن يشيح بنظره بعيدا وكأنه لا يراهم.

"فيتو"التقت منهم "محمد. س" الذي قال: كنت أعيش مع والدتي بعد وفاة والدي ولكن طردتني من المنزل بعد زواجها من رجل آخر ووجدت نفسي وحيدا في الشارع أقوم بمسح السيارات وغسيلها نهارا مقابل جنيه أو أكثر لتوفير الأكل، وأنام على الأرصفة ليلا.
و"يحيي. م " حكايته لا تختلف كثيرا فيقول: تزوج والدي بعد أن طلق أمي وتزوجت هي الأخرى ولم أجد لي مأوى غير الشارع وتعرفت على العديد من الأصدقاء وأنا الآن "عايش حياتى بحريتى" وبصراحة ببيع مخدرات كمان.

في البداية يقول د. حسين حمدان أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر بالزقازيق: إن ظاهرة أطفال الشوارع من الظواهر المزعجة في المجتمع المصري وجاءت نتيجة التوسعات العمرانية والهجرة من الريف إلى المدينة وزيادة عدد أفراد الأسرة ونقص الدخل ووفاة أحد الوالدين أو الطلاق.
وأضاف: أن 9% من أطفال الشوارع تعرضوا للاغتصاب على يد زملائهم الأكبر سنا ولابد من إعادة تفعيل عدد من المواد في قانون الطفل والخاصة بإنذار ولي الأمر واتخاذ التدابير ضد الأب المهمل لأطفاله ومحاسبة كل من يعرض الطفل للانحراف أو يحرضه على ارتكاب أي عمل إجرامي.
وأشار حمدان إلى أن أطفال الشوارع ينتشرون في الأماكن كثيفة السكان وغالبا ما يعملون في غسيل السيارات ومسح الأحذية والتسول من المارة ومنهم من يبحث في صناديق القمامة للعثور على "لقمة عيش" والعديد من هؤلاء الأطفال يتم استغلالهم من قبل أرباب السوابق حيث يقومون بسرقة أجزاء السيارات المختلفة وبيعها بأبخس الأثمان، أو يستغلونهم في بيع المخدرات.

وأكد محمد رضوان وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بمحافظة الشرقية أن ظاهرة أطفال الشوارع ليست أمنية لكنها اجتماعية اقتصادية بسبب التفكك الأسري مما يؤدي لحدوث تصدع وانهيار للأسرة وتشتت الأبناء.
الجريدة الرسمية