رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: «صبحي صالح» حلقة جديدة في صراع الإخواني القضائي.. «الكهرباء» تجر مصر نحو الفوضى.. الإحباط وخيبة الأمل يسيطران على المصريين.. «طلاب الثانوية» في خطر.. شجاع

الصحف الاجنبية
الصحف الاجنبية

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس العديد من القضايا والشئون العربية في مجموعة من التحليلات المختلفة، وتحديدًا الشأن المصري .

ونبدأ جولتنا مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، والتي رأت أن إحالة اثنين من السياسيين الإسلاميين للتحقيق بتهمة إهانة القضاء، حلقة جديدة من حلقات الصراع بين القضاء وتيار الإسلام السياسي الذين يتهمون عددا من القضاة بمحاولة عرقلة تحول مصر نحو الديمقراطية، ويعتبر اختبارا حقيقيا لنظام مرسي، وتحديدًا أن أحد المعتقلين "البرلماني صبحي صالح" ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن أمر الاعتقال الذي يشمل أيضًا نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان الذي لا ينتمي لـ"الإخوان"، بمثابة اختبار صعب للرئيس المصري، متوقعة أن تتدخل السلطات لمنع تصاعد الأمر وتحديدًا لأن الاتهامات الموجهة للسياسيين تشمل إهانة القضاء في المقابلات الإعلامية، وهي تهم قد تصل عقوبتها للسجن إذا تم إدانته، وهو ما يمكن أن يتحقق بسهولة.

بينما حذرت مجلة "ذا نيشن" الأسبوعية الأمريكية، من أن الانقطاع المتكرر للكهرباء فى مصر والذي أصبح كابوسا يزعج المصريين، يجر البلاد نحو منزلق من الفوضى بسبب التداعيات المترتبة على عدم حل المشكلة للعام الثاني على التوالي وتصاعدها في فترة الامتحانات، حيث انتشرت الدعوات لعدم دفع فواتير الكهرباء، بجانب هروب السياح والمستثمرين وهو ما يزيد من تدهور الاقتصاد.

وقالت المجلة: "في فترة الامتحانات يحتاج الملايين من الطلاب وخصيصًا طلاب الثانوية العامة لأجواء مشجعة على المذاكرة لكن ما يحدث في مصر حاليا من انقطاع متكرر للكهرباء وارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة الطلاب ويجعلهم يعودون للمذاكرة على ضوء الشموع، ما أثار غضب المصريين وانتشرت الدعوات على الشبكة العنكبوتية لعدم دفع فواتير الكهرباء ومن ثم تزداد جراح الاقتصاد، ويضاعف من التحديات التي تواجه الرئيس محمد مرسي وتقوض محاولاته لإعادة الحياة لطبيعتها بعد عامين من الثورة".

وأضافت أن الانقطاع المتكرر للكهرباء زاد من موجة الجريمة والعنف في الشوارع، وبالتالي صنع حالة من عدم الاستقرار السياسي أدت لتفاقم الأزمة من خلال إخافة السياح والمستثمرين، وهروب الأموال اللازمة لتشغيل محطات الطاقة، وضربت مثالا بما حدث في مدينة الأقصر -التي تعتبر مقصد السياح- حيث انقطعت الكهرباء عن المطار الدولي وفي المعابد المصرية القديمة وهو ما أثار المخاوف من أن تكرار الانقطاع يزيد من حدة أزمة السياحة.

أما هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فسعت لرصد شعور الشباب المصري الذي كان في طليعة الثوار بعد عامين على ثورة 2011، ومدى تحقق الآمال والأهداف التي كانوا يتمنونها بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، مشيرة إلى أن الإحباط وخيبة الأمل أصبحت هي المسيطرة على الشباب لعدم تحقق أهدافهم أو حتى أقل احتياجاتهم وهو الأمن الذي أصبح بعيد المنال.

وقالت الهيئة: "ميدان التحرير الذي كان مهد الثورة وأكثر أماكن مصر أمنا أصبح غير ذلك، فبعد أن كان يمتلئ بالثوار عن آخره أصبح فارغا، وحتى الرسومات على الحائط أصبح يسيطر عليها وجوه الشباب الذين قتلوا خلال أحداث الثورة، وبعضهم وجوههم مشوهة".

ونقلت الهيئة عن طارق مصطفى الناشط الحقوقي قوله: "عندما أدخل ميدان التحرير في السابق كنت أشعر بأنني في بيتي.. ولكن حاليا هذا الشعور لم يعد موجودًا.. الميدان في 2011 كان بحرا من الإنسانية، الآلاف من الناس متواجدون يجعلك لا تستطيع أن تتحرك أو تعثر على مكان للجلوس أو حتى الوقوف وخصوصا في أيام الجمعة، خلال الأشهر القليلة الأولى بعد الثورة، كنت أرى التحرير وكأنه المكان الأكثر أمانا في مصر".

وتحت عنوان "إقالة رئيس دار الأوبرا ينقل معركة الإسلاميين والليبراليين للثقافة"، قالت صحيفة "شيكاغو ترابيون" الأمريكية: إن إقالة وزير الثقافة لرئيس دار الأوبرا إيناس عبدالدايم ينقل المعركة المحتدمة في البلاد بين الإسلاميين والليبراليين لقطاع الثقافة، ويشير لمساعى النظام لفرض سطوته على أقدم مؤسسة موسيقية في منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت أن وزير الثقافة علاء عبد العزيز قال: "إنه أقال رئيس دار الأوبرا لضخ دماء جديدة في برامج الفن والثقافة بدلا من تلك الراكدة والفاسدة، إلا أن العاملين رفضوا قراره وأعلنوا اعتصامهم في الدار لمنع دخول المدير الجديد للأوبرا، مشيرين إلى أن إقالة "إيناس" يدخل ضمن مساعى النظام لأخونة الثقافة، وعلقوا جميع العروض -للمرة الأولى في تاريخ دار الأوبرا- ورفعوا لافتات مكتوب عليها لا "للأخونة".

وننتقل إلى صحيفة "إندبندنت" البريطانية حيث أعدت الصحيفة تقريرا عن دور الناشطات في الشرق الأوسط في إلهام وتشجيع عشرات الآلاف من المؤيديين لهن، ومدى الشجاعة التي تتمتع بها المرأة المصرية والتي قد تقودها نحو تحقيق المزيد من النجاحات.

واسترجعت الصحيفة الدور الذي قامت به "درية شفيق"، الناشطة المصرية وعضو مجلس النواب في عام 1951، والتي كان لها دور بارز في المجلس ومطالبته بالتركيز على قضايا المرأة المصرية وحقوقها، وتحولت فيما بعد إلى شخصية وطنية، لما كان لها من فضل في حصول المرأة المصرية على حقها في الانتخاب والترشيح.

واستنكرت الصحيفة إسقاط تلك الحادثة التي مر عليها 60 عاما من التاريخ المصري الحديث ولم يطلع عليها إلا القليل من المصريين.
وأشارت الصحيفة إلى أن نصف المشاركين في المظاهرات التي حدثت أثناء الثورة كان من النساء، ومنهن العديد من الناشطات المطالبات بدور أكبر في البلاد.

وفي الشأن المصري ذاته، اعتبرت منظمة العفو الدولية مشروع قانون تنظيم الجمعيات الأهلية الجديد محاولة من السلطات المصرية لإيجاد كبش فداء لإلهاء الشارع المصري عن الأزمات الراهنة.

وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها: "إن القانون يضرب المجتمع المدني في مقتل في وقت تلعب فيه تلك المنظمات المستقلة دورا حيويا في الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان وتوفر الخدمات للضحايا".

وحذرت "حسيبة حاج صحراوي"، نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة، من تمرير القانون بوضعه الحالي، لأنه سيعطي الدولة السلطات الكافية للتحكم في المنظمات وأنشطتها ومصادر تمويلها، وأنه امتداد لحملات تضييق الخناق على المنظمات الحقوقية في عهد الرئيس محمد مرسي.

وأكدت أن ذلك يبعث رسالة بأن الأوضاع لم تتغير كثيرا عن عهد مبارك، الذي قيد عمل منظمات المجتمع المدني لمنعها عن فضح انتهاكاته.

ومن الصحافة الإسرائيلية نطالع اليوم، تهديدات روسيا لإسرائيل بضرورة التزام الهدوء وتجنب الطيش في الأزمة السورية، فنقل موقع القناة العاشرة الإسرائيلية عن السفير الروسي في الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين" قوله: "يجب على إسرائيل التزام الهدوء وتجنب الأعمال الطائشة تجاه الملف السوري".

وتابع أنه ليس هناك مبرر لأي شخص بأن يغضب من موسكو بسبب نقل الأسلحة لدمشق، موضحًا أن صفقة الأسلحة بين سوريا وروسيا لا علاقة لها بالوضع السوري القائم.

وأشار "تشوركين" إلى أن روسيا تنتهج أحيانًا سياسات لا ترغبها بعض الدول، والأمر ذاته لدول أخرى تتبع سياسات لاترغبها روسيا، موضحًا أن هذا أمر طبيعي وعلى الجميع أن يتقبل ذلك ويتعامل باعتدال.
الجريدة الرسمية