الداخلية تحارب في كل الجبهات والمؤسسات بتتفرج!
لم يعد دور وزارة الداخلية قاصرا على الحفاظ على مقدرات وسلامة وأوراح المواطنين، وما يحمله هذا من أعباء جسيمة، ومع تراجع دور القوى الناعمة لعدد من الهيئات والمؤسسات التعليمية والثقافية، اضطرت الوزارة، منذ أن تولى دفتها اللواء محمود توفيق، أن تتوجه بكل طاقتها إلى التصدي لمحاولات الاستقطاب الفكري وغسيل الدماغ الذي يمارسه عدد من التكتلات التآمرية في الداخل والخارج عن طريق نشر الشائعات وترويج الأخبار الكاذبة.
وبينما كان من المفترض أن تقوم عدد من الوزارت والمؤسسات الثقافية والتربوية بدورها من أجل تعميق وعي وطني، وشعور بالانتماء لدى قطاعات واسعة من الجماهير المصرية، بخاصة الشباب، نجد أن دور هذه الكيانات تراجع بشدة تثير الدهشة، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى كل جهد توعوي لبناء حائط سد أمام الشائعات والأكاذيب، التي تضرب الوعي في أخبث مقتل له، قاصدة من ذلك انعدام روح الولاء وتجميد ثقافة الانتماء لدى الشعوب، عبر آلية إعلامية ضخمة خصصت أمولا طائلة وجهدا بشريا خارقا في محاولة تسريب الشعور باليأس من الأوضاع والكراهية للقيادة السياسية.
اقرأ أيضا:
ترشيد استخدام مواقع التواصل وتفعيل دور القوى الناعمة أبرز توصيات ندوة الداخلية لمواجهة الشائعات
يحدث ذلك من خلال توظيف الأحداث اليومية لتبدو وكأنها تعبر عن قبح الصورة التي لا يريد لها هذا الطابور الخامس أن تظهر كاملة، ويحارب باستماتة لكي يبرز أحد جوانبها، فيما ترقد مؤسساتنا التعليمية والثقافية في سبات أبدي.
تحملت الداخلية مؤخرا عبئا لا يدخل ضمن مهامها، وسددت من أجل ذلك فاتورة ليست مسئولة عنها، وأخدذت على عاتقها مهمة إشاعة الوعي والتثقيف بين المواطنين، عن طريق إقامة الندوات العلمية التي يحاضر فيها لفيف من الخبراء في مجالات التربية والخطاب الديني وعلم الاجتماع وعلوم مكافحة الجريمة وحروب التكنولوجيا، وتنظيم حملات توعية لطلبة المدارس والجامعات.
وهو الدور الذي كان الأجدر لعدد من المؤسسات أن تقوم به مثل وزارة الأوقاف، والهيئة المصرية العامة للكتاب، ووزارة الثقافة، وعدد من القنوات الفضائية والصحف، وهيئة الاستتعلامات، والهيئة الوطنية للإعلام.
وعكس المؤتمر الذي أقيم مؤخرا بتوجيه اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، وعقد بأكاديمية الشرطة تحت عنوان "مخططات إسقاط الدول من الداخل وكيفية مواجهتها"، برعاية اللواء دكتور أحمد إبراهيم، حرصا بالغا على طرح عدد من الآليات والوسائل لمواجهة تأثير الشائعات في هدم التلاحم الوطني وإثارة الخوف بين الناس.
اقرأ أيضا: رشوان: الشائعات ازدات منذ أحداث يناير 2011
وتعد حروب الجيل الرابع من أخطر ما يواجه ثقافة الشعوب اليوم، بسبب لجوئها إلى وسائل غير نمطية، كما يوضح اللواء إبراهيم، الذي يرى أن الحرب لم تعد كما كانت صورتها التقليدية التي تعتمد على ترسانة من الأسلحة الثقيلة واستخدامها في حصد أرواح الملايين من البشر، وإنما تحول السلاح مع تكنولوجيا العصر إلى غسيل الدماغ ومحاولة السيطرة التامة على عقول الشباب.
إلى متى تستمر هذه المنصات والكيانات المشبوهة في عربدتها، بينما تقف قوانا الناعمة مكتوفة الأيدي أمام هذا التيار الكاسح، وتترك أجهزة الأمن تصارع وحدها على مستوى كل الجبهات؟