خدعة أثيويبا
ليس صحيحا أن أثيويبا خدعتنا!.. فهي منذ سنوات تجاهر بعدم الاعتراف بحقوقنا التاريخية في مياه نهر النيل، وتعلن أنها تنوي تصحيح علاقات لا تقبل بها بين دول حوض نهر النيل، وتتهمنا في مصر بأننا لا نهتم أو نكثرث بتحقيق التنمية فيها..
وحتي عندما ذهب وفد شعبي لزيارتها بعد ٢٥ يناير لم تعد أعضاء الوفد بوقف تنفيذ وبناء سد النهضة، أو بوقف وتجميد الاتفاقية الجديدة التي أبرمتها هي وأوغندا مع عدد من دول حوض نهر النيل والتي نعترض عليها نحن والسودان.
إذا كانت ثمة خديعة في الأمر فنحن الذين خدعنا أنفسنا، أولا بالسكوت على ما نسمعه ونراه ولم نتحرك لمواجهته بما تقتضيه هذه المواجهة، وثانيا حينما تصورنا أن مجرد زيارة رسمية وأخري شعبية قد أنهت مشكلتنا مع أثيويبا وبقية دول حوض نهر النيل..
ولذلك قبل أن نلوم أثيويبا يجب أن نلوم أنفسنا، ويتعين أن نعترف جميعا بخبيتنا إذا كانت ثمة رغبة بالفعل للتخلص من هذه الخيبة وتصحيح أخطائنا والقيام بشىء يقينا من أخطار حذر منها خبراء لما تقوم به أثيويبا الآن في منابع نهر النيل.
ونحن لسنا عاجزين عن الفعل.. نحن لدينا الكثير عن الأسلحة وأوراق الضغط التي يجب أن نستخدمها لاحتواء الآثار السلبية لسد النهضة الأثيويبي علينا.. نملك مع توثيق علاقاتنا الاقتصادية مع أثيويبا وكل دول الحوض ممارسة الضغوط على الدول المانحة والبنك الدولي لعدم تمويل المشروع وعلي الدول الخليجية التي تستزرع أراضٍ هناك مع التنسيق التام مع السودان.