خبراء يطالبون الحكومة بخطة طموحة لإنعاش سوق المال قبل انطلاق برنامج الطروحات
أجمع خبراء أسواق المال ، على ضرورة أن تعيد الدولة النظر فى ضريبتى الدمغة والتوزيعات ، خاصة أنهما أطاحا بالاستثمارات القائمة وزادا من الإحباط لدى من تبقى فى سوق الأوراق المالية ، وأوضح الخبراء أنه لابد من اتخاذ إجراءات إيجابية حاسمة قبيل بدء برنامج الطروحات المنتظر خلال الربع الأول من 2020 .
قال إيهاب سعيد خبير أسواق المال ، إنه منذ إعلان الحكومة عن برنامجها للإصلاح الاقتصادى وهى تؤكد على أنها بصدد إعادة برنامج طرح الشركات الحكومية بالبورصة، ولكن لم تتخذ أى خطوات جدية فى هذا الصدد، سوى بعض التصريحات والبيانات دون خطوات فعلية على مدار عامين كاملين، وقد بح صوتنا فى ضرورة استغلال النشاط الكبير الذى شهدته سوق الأوراق المالية فى أعقاب تحرير سعر الصرف وحالة التعطش الشديدة لدى المستثمرين للطروحات الحكومية بعد غياب 13 عاما كاملا، ولكن تباطأت الحكومة بشكل كبير إلى أن بدأ السوق فى التراجع وعادت قيم وأحجام التعاملات للانكماش مجددا الأمر الذى استلزم تأجيل البرنامج لحين استعادة السوق لنشاطها.
اسعار الأسهم.. تعرف على اسعار الأسهم الهابطة بالبورصة بنهاية الأسبوع
وأضاف أن طرح الشركات الحكومية بالبورصة قد ينعش خزينة الدولة بما لا يقل على 80 مليار جنيه يمكن الاستفادة منهم فى إعادة هيكلة شركات أخرى قائمة ومن ثم تجهيزها هى الأخرى للطرح وهذا كله من شأنه خفض الضغط على موازنة الدولة وزيادة مواردها بما يقلل من الاعتماد على الاقتراض
وتابع : أنه لابد من البدء بطروحات أولية، خاصة البدء بطروحات لشركات موجودة بالسوق، ليست ما ينتظره السوق، ولذا لم يتأثر السوق كثيرا بتأجيل طرح الشرقية للدخان, كما لن يتأثر كثيرا عند طرحها كونها موجوده اصلا بالسوق والعملية تقتصر على حصه اضافيه فقط.
وأشار إلى أنه من المؤكد أن تواصل البورصة ادائها العرضى خلال ما تبقى من جلسات خلال 2019 مع اداء وتحركات فى نطاقات ضيقة ، وذلك بالتزامن مع الاحباط واليأس الذى اصاب المستثمرين وبخاصة فى البورصة من استجابة الحكومة لمطالبهم بتحسين مناخ الاستثمار واتاحة الفرصة للقطاع الخاص لتحقيق طموحاته دون قيود ، او الغاء الضرائب المفروضه على البورصة وبخاصة ضريبتى الدمغة والتوزيعات .
كما أوضحت رانيا يعقوب خبيرة اسواق المال ، أن هناك تأثيرات سلبية لاستمرار ضريبة الدمغة على البورصة مشيرة الى انه تاثرت البورصة بضريبة الدمغة تاثرا سلبيا اطاح بالسيولة ولم تعد البورصة جاذبة للمستثمرين ، وجاء ذلك بالتزامن مع الحرب التجارية التى تدور بين الولايات المتحدة الامريكية والصين ، وكذلك ازمة الاسواق الناشئة التى بدات عام 2018 واستمرت تاثيراتها السلبية طوال عام 2019 .
وأضافت أن أهم التأثيرات الداخلية والتى اثرت على البورصة هو استمرار ضريبة الدمغة قائمة خاصة انها لم تحقق الهدف منها ولذلك لابد ان تتخذ وزارة المالية اجراءا سريعا لايقافها حتى تتمكن البورصة من التقاط انفاسها واسعادة قوتها وجاذبيتها للاستثمار وتاريخها كاقدم بورصة فى المنطقة .
وتابعت أن الهدف من الطروحات الحكومية توسيع قاعدة الملكية وبث روح الانتماء لدى ابناء الشعب بالاكتتاب فى اسهم شركات قطاع الاعمال العام ، وجذب سيولة جديدة ومشاركة القطاع الخاص فى الطروحات ، وتحسين معدلات الربحية ، الا ان ذلك لم يحدث بالشكل المنتظر .
وأضافت أن المراقبين ينتظرون ان تبدأ عمليات الطرح الأولية أولا وأن تؤتى ثمارها بالترويج الجيد خاصة ان الحقائق والوقائع تؤكد ان الطروحات الجيدة لا تسحب السيولة من السوق ، ولنا فى اموك والمصرية للاتصالات العبرة فى ذلك ، ولذلك لابد من ان تبدا الحكومة بالطروحات الاولية بقطاع قوى كالبترول من خلال شركة انبى وهو ما سيزيد من السيولة فى السوق بشكل كبير ، ولابد من ان ترجئ الحكومة تخارجاتها من الشركات النشطة لحين انجاح الطروحات الاولية للقطاعات الكبرى .