رئيس التحرير
عصام كامل

لكِ الله يامصر


لا يعنيهم من قريب أو بعيد مصر أو المصريون، فبات واضحاً جلياً لمن يفكر وله عقل فى رأسه؛ أنهم ليسوا أصحاب قرار، وتنظر لهم دول العالم على أنهم عصابة صغيرة لاقيمة لها، وتعرف دول العالم جميعاً أنهم لا يعنيهم غير مصلحة جماعتهم وأفراد تنظيمهم فقط.


بِدء بناء سد النهضة فى إثيوبيا وتحويل مجرى النيل الأزرق لهى من الكوارث الكبرى على مصر، ومن يدعى غير ذلك ويحاول تبسيطها لهو مستخف بعقول المصريين ويعتبرهم لايفهمون.

أيها السادة احترموا عقولنا، لسنا أغبياء، فتلك مشكلة لم تطرح اليوم، ولكنها موجودة ومطروحة من قبل جمال عبد الناصر، ولولا عظمة وقوة هؤلاء الزعماء لبُنى السد من أربعين عاماً، فقد قالها الزعيم الراحل أنور السادات حينما أشاروا ببناء هذا السد فقال لن نموت عطشاً إذا بنى السد بل سنموت فى إثيوبيا، وقد لمح الرئيس السابق أيضاً محمد حسنى مبارك بالحرب إذا بُنى السد وجاء مرسى وأمر الشعب بالدعاء وصلاة الاستسقاء، يالها من مهانة واستهانة بذلك الشعب.

ولم لا؟، فقد استهانت به شعوب العالم ومنها إثيوبيا فى مراسم استقباله وحولت مجرى النيل فى وجوده، ولأنه لايقيس الأمور بمقاييسها الصحيحة وإدراكه بأنه ممثل مصر وأى إهانة أو تقصير فى بروتوكولات الاستقبال أو ما شابه ذلك هى استهانة لدولة وشعب مصر، فكانت هذه النتيجة.

فقد تعلمنا أنه لكى نتنبأ بنتائج معينة لابد أن تُدرس جيداً معطيات هذه المسألة، فحسب المعطيات تكون النتائج، مياه النيل بوضعها الحالى لاتكفى لزراعة الأراضى الصحراوية والتى ُتروى بالتنقيط وليس الغمر كما فى الأراضى الطينية، فما بالك حينما تنقص حصة مصر من المياه؛ ستكون النتيجة المعلومة مسبقاً بلا أى جدال أو معرفة أو خبرة هى تبوير آلاف الأفدنة وزيادة الملوحة فى الأراضى وذلك لإحلال مياه البحر لتعويض الجزء المفقود من مياه النهر، وبالتالى سيكون العطش التام وموت الحياة على أرض مصر..

إذاً.. فالموضوع ليس بالشىء الهين، المسألة ياسادة حياة أو موت، ومادمت المسألة هكذا فهى الحرب لامناص، إذا فشلت المفاوضات، ولكن هل مفاوضات المياه بوضعها الحالى تصلح لأن يقوم بها رئيس بكفاءة مرسى.. فدعونا من الانحياز ولو لفترة مؤقتة، فالموت قادم، فمن يستطيع أن يدير هذا الملف الخطير؟.

أيها الشعب المسكين، لاتتركوا الأمر كله فى يد من يحتمل ولو جزءا من الذرة فى فشله أو من نَشك فى قدراته، فنحن الآن كلنا فى مركب واحدة، فلابد أن نتكاتف وإلا فمصيرنا سينتهى فى فم أردأ أنواع السمك سنغرق جميعاً ولن ينجو غير قيادتهم وأغنياء هذا الوطن، ونحن فقط الفقراء من يدفع دائماً فاتورة الخونة والفشلة والكذابين.

الأمر الآن إن لم يُترك فى يد الخبراء وأصحاب العلم والمعرفة فسيكون مصيرنا الموت عطشاً.. الأمر جد خطير وليس له علاقة بالتفاؤل أو التشاؤم، الأمور واضحة ويجب أن يُدركها الشعب كله كما هى بلا أى رتوش ويجب أن تتكاتف كل القوى السياسية والعلمية والشعبية لعرض الحالة كما هى ودراسة ردود أفعالنا المحتملة، حربا كانت أو مفاوضات سلمية، كل شىء يجب أن يكون واقع الاحتمال.

إبعاد هذا الرئيس وجماعته أمر بات لايقبل النقاش، رئيس كاذب مُدعٍ يخاطبنا وكأنه يرانا بلهاء سُذجا أو ربما يكون هو كذلك ربما، وهذه هى الكارثة بعينها أن يقودك من لايستطيع القيادة فماذا تنتظر؟، تحطيم السيارة أو الموت أو العيش كسيحُ معاق.

فتلك معطيات المسألة وتلك نتائجها الحتمية.

يَقُودنا إلى الموت، ويطلبون منا التفاؤل برغد العيش، يالها من وقاحة واستغفال لعقول هذا الشعب.. لكِ الله يامصر..
الجريدة الرسمية