رئيس التحرير
عصام كامل

"الذكريات"


الذكريات، هى شريط الماضى الذي يمر أمام أعيننا حين نكون وحدنا، أو نصادف موقفا مشابها يذكرنا به لترفع إيجابياته معنوياتنا وتضفى البسمة على وجوهنا وتتطلع أعيننا إلى السماء لنشعر بجمال مضى نتمنى أن يتكرر يوما ما ولكن كيف؟ فلقد تغير كل من الزمان والمكان.


وتخفض سلبياته الأخرى معنوياتنا لنشعر بالضعف والخمول وتعبس الوجوه وتستسلم وتنظر أعيننا إلى الأرض في شعور بماض قد ذهب لا نريد أن تنقلنا أنفسنا إليه، لأنه قد ترك في حياتنا أثرا لا يمكن علاجه أو تغييره.. لأن كان.. فعل قد مضى وولى.

الذكريات والإنسان شيئان متلازمان ارتبطا ببعضهما البعض، فلا يوجد إنسان دون ذكريات ولا ذكريات سميت بهذا الاسم دون الإنسان، ولذا فهما لا يمكن فصلهما عن بعضهما وإنما يشكلان فكر وإدراك وعقل ووعى الفرد، فما كان من إيجابية ساهمت في تحقيق هدف سامى وما كان من سلبية ساهمت في زيادة وعى الفرد تجاه أمور لم يكن لديه وعى تجاهها، ولولا التحدى ما كانت تولدت لديه القدرة على مواجهة الحياة.

لماذا نتذكرك أيها الماضى الحزين؟ ونترك أنفسنا في دوامات الفكر التي لا تنتهى.

ولماذا لا نتذكرك أيها الماضى السعيد؟ هل لأن الإنسان خلق في كبد أم أن الإنسان يميل في الوحدة أن يتذكر الحزن والأسى ولا يميل إلى أن يتذكر السعادة؟

هل لأن الفرحة نشاركها الناس فلا سبب منطقى لإعادة تذكرها في وحدتنا أم أن الحزن لا يشارك الإنسان فيه غيره ويحتفظ به لنفسه ويترك العنان لمشاعره وقتما يكون وحيدا.

لا يمكن أن نعيش بندم على أخطاء الماضى، فلن يتغير الماضى ولكن تغيرنا نحن وهذا بيت القصيد.. لا تتذكر الحزن بحد ذاته وإنما نتذكر نتيجته والأسباب التي أدت إليه.. نصنع ذكرياتنا اليوم لغد نتذكرها فيه ونسعد حين نرى كم تقبلنا من تحد وتغلبنا عليه وكما يقولون الضربة التي لا تميت فهى تقوينا.

فالبسمة لا تدوم والدمعة لا تدوم والإنسان نفسه لن يدوم وإنما الدوام لله تعالى وتبقى الحياة بعد البسمة دمعة.. وبعد الدمعة باسمة.

الجريدة الرسمية