رئيس التحرير
عصام كامل

اعترافات "حريم داعش".. التنظيم يرجم معلمة حتى الموت.. رفضت الالتزام بتدريس مناهج العنف والإرهاب للأطفال 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سنوات كثيرة لا تزال أمامنا حتى نكتشف الحقيقة الكاملة لكل ما كان يحدث داخل معسكرات تنظيم «داعش» الإرهابى، ليس فقط فيما يخص الأعمال الإرهابية، أو الأطراف الداعمة لـ”التطرف” ماديًا ومعنويًا، لا سيما وأنه لا تزال هناك حقائق إنسانية لا تزال خافية عن الغالبية، ومنها على سبيل المثال الطريقة التي كان يلجأ إليها “داعش” في تعامله مع النساء والأطفال. 

وعلى مدى السنوات الماضية صدم “داعش” العالم بمشاهده المخيفة، التي يستخدم فيها الأطفال بشكل علني كمقاتلين في الصفوف الأمامية ومفجرين انتحاريين وأدوات دعائية لتنظيمهم، وذلك بعد أن يتم تعليمهم الجهاد على يد معلمات عن طريق التركيز على آيات القرآن الكريم التي تحث على القتال وشرحها بطرق خاطئة وتشجيعهم على مشاهدة المقاطع العنيفة.

وبحسب تقارير إعلامية ودراسات عدة، يتضح أن تنظيم “داعش” الإرهابي، حرص منذ بداية تأسيسه على استخدام النساء لتعليم الأطفال من بينهم سيدتان تدعيان “فاتن” و”آيات”، تقدمان نظاما تعليميا يهدف بوضوح لتعليم وتسليح الأطفال التابعين له العنف الانتقامي، تجاه مجموعة واسعة من القوات المأمورة بتدمير داعش، لكن ما حدث من قبل السيدتين جاء مخالفًا للقواعد الصارمة التي يضعها التنظيم الإرهابي لتجنيد الأطفال، وفي حادثة ليست الأولى من نوعها لكنها نادرة جدًا قررت “فاتن” وصديقتها “آيات” تعليم الأطفال بمنازلهم وتدريس مناهج الجهاد للأطفال بشكل مخالف للقوانين وتمكين الأطفال من ممارسة طفولتهم وعدم تدريبهم على المنهج المخصص لداعش المتمثل في التعليم الديني المتصلب والعنيف تجنبًا لرؤيتهم أشبالا متمردين وغير منضبطين.

 

مرصد الإفتاء: الانتقام الدافع وراء مبايعة نساء "داعش" للخليفة الجديد  

 

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي سلطت الضوء على الفيلم الوثائقي «نساء داعش» الذي أوضح دور «آيات» والتي كشفت كيف أنها قررت برفقة صديقتها مخالفة أوامر قيادات «داعش» خلال عملهما بمدارس تعليم الجهاد للأطفال، إضافة إلى كيفية مخالفتها التركيز على آيات القرآن التي تشير إلى الحرب والقتل، وكيف تم كشف صديقتها «فاتن» ورجمها حتى الموت، بعد أن تم تلفيق تهمة الزنا لها جراء رفضها الالتزام بالقواعد والشروط الموضوعة لتعليم الأطفال الجهاد.

 

وكشفت السورية «آيات» البالغة من العمر27 عاما، والتي رفضت هي الأخري تعليم الأطفال الجهاد، أنها حاولت تعليمهم بشكل مختلف في منزلها بشرق بسوريا، بعد أن تم إغلاق المدارس وتحويلها إلى مراكز للمقاتلين، لكن قادة الإرهاب اكتشفوا بعد أن تحدثت والدة أحد التلاميذ مع عناصر «داعش» حول ما يتعلمه أطفالها مع هذه المعلمة التي تخالف التعليمات.

 

وتابعت: في البداية بدءوا بإرسال بعض النصائح التي كانت بمثابة التهديد والوعيد مع زوجي، وأخبروه أنه كان من الأفضل أن أتدرب على قوانين داعش وتعليم الأطفال في المساجد، لأني واحدة منهم ومن الضروري الالتزام بالقواعد، وأوضحت المعلمة، كيف أجبرها التنظيم على أداء اليمين بحضور زوجة أمير التنظيم في دير الزور، ليس ذلك فحسب بل كيف كان يتم حراستها حتى في المنزل، والزيارات المفاجئة للمساجد والمنازل من جانب عناصر التنظيم للتحقق من أن الموظفين يتصرفون بالطريقة الصحيحة بالنسبة لهم، مشيرة إلى أنهم في إحدى زيارتهم المفاجئة اكتشفوا أن صديقتها «فاتن» رغم التهديد المسبق رفضت تعليم الأطفال المناهج الدراسية المقررة من قبل داعش وسمحت لطلابها بتعلم الرسم والأغاني، ما أدي إلى صدام بينها والمسئولين، الذين اعتقلوها في اليوم التالي من منزلها بتهمة الزنا ورجموها حتى الموت.

 

وذكرت «آيات» التي أرغمت على عدم التدريس للأطفال المعروفين بـ«أشبال الخلافة» تجنبًا لمخالفة القواعد والسير على نهج صديقتها، كيف أنها حاولت الانضمام من جديد إلى وحدة الشرطة النسائية المعروفة باسم «لواء الخنساء»، وهى وحدة تعمل على حث وإقناع النساء الأخريات على الانضمام لـ«داعش» والمشاركة في القتال، وذلك من خلال إيهامهن بأنهن سيكون لديهن السلطة والمال- لكنهن رفضن خشية  إفساد مخططاتهن زاعمات أنهن تعانين من مشكلات صحية لا تمكنها من الانضمام.

نقلا عن العدد الورقي.. 

الجريدة الرسمية