رئيس التحرير
عصام كامل

كوابيس النهضة


أصبح اسم النهضة "نحس" على المصريين حيث يطلق الاسم على مشروع الرئيس مرسي وسد إثيوبيا، فالمشروع حقق فشلا ذريعا وتسبب في كثرة المعارضين ضد الرئيس، أما السد الذي حمل اسم النهضة - صدفة- يحمل الخراب لمصر، ويهدد الأمن القومي بسبب آثاره السلبية.


حذرنا مرارا وتكرارا الشعب المصري هنا في "فيتو" من مخاطر سد النهضة ورصدنا آراء الخبراء والمحللين الذين أثبتوا بالدليل القاطع أن سد النهضة خطر كبير على مصر وتوقعنا أن تكون هناك حرب عطش، وحمل مقالنا السابق نفس الاسم إيمانا منا بأهمية المياه، دققنا ناقوس الخطر لكن الصراعات السياسية والأزمة الاقتصادية كانت تدفع المصريين إلى عدم الاهتمام بملف حوض النيل، حتى رن جرس إثيوبيا حينما أعلنت عن تحويل مجرى نهر النيل لبدء العمل به فعليا، حتي استيقظ المصريون على فزع وكوابيس العطش وتنبهوا إلى أن الخطر القادم هو أزمة نقص المياه حيث سيقلص السد كمية المياه الواردة إلى مصر 15 مليار متر مكعب، وهي نسبة كبيرة جدا كافية لعطش 6 ملايين أسرة مصرية وبوار 2 مليون فدان وعجز في إنتاج الكهرباء يقدره الخبراء بـ33% وهو ما يعني أننا سنواجه ظلاما قاحلا مع الانتهاء فعليا من بناء سد النهضة الإثيوبي.

ما يفسر استعجال إثيوبيا تحويل مجرى نهر النيل قبل الموعد المحدد له في ديسمبر القادم هو أن تقرير اللجنة الثلاثية المشكلة من كل من مصر والسودان وإثيوبيا لدراسة آثار السد جاء في غير صالح إثيوبيا، وعلم الجانب الإثيوبي بتفاصيل التقرير المنتظر صدوره اليوم، وهو ما عجل باستصدار أوامر من القيادة الإثيوبية العليا لتحويل مجرى النهر في تحد سافر للقوانين والاتفاقيات الدولية وعدم تقدير لأهمية ودور مصر الذي يرى الإثيوبيون أنفسهم أنه تراجع منذ تولي الدكتور محمد مرسي زمام الأمور في مصر، وأيضا منذ واقعة محاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسني مبارك في أديس أبابا وبعد انفصال الكنيسة الإثيوبية عن مصر، كل هذه الأسباب جعلت إثيوبيا لا تقيم لمصر وزنا ولا تعيرها اهتماما.

ويبقي التدخل العسكري واردا ومطروحا بقوة رغم ما يتم الإعلان عنه أن التحركات الدبلوماسية هي الحل لكن الحقيقة أن التحرك الدبلوماسي المصري في مصر أشبه بسباق السلاحف، فهو هش وضعيف تماما كمعامل أمان سد النهضة الذي لا يتجاوز 1.5 درجة، وهو ما يجعله عرضة للانهيار والتصدع في خمس دقائق لتغرق مصر والسودان.

التحركات الإسرائيلية في ملف حوض النيل والتربيطات العسكرية بين إثيوبيا والكيان الصهيوني تقوي وضع إثيوبيا في الوقت الذي يبرز فيه ضعف الدور المصري في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين، ببساطة يا سادة أصبحنا "ملطشة" الدول الأفريقية رغم "خير" مصر عليها، فطلابهم يتعلمون في جامعاتنا ويعاملون معاملة الطلاب المصريين ونبني لهم آبارا ومشروعات وفي النهاية يمنعون عنا المياه ونحن نقف موقف العاجزين، هذه هي حقيقة النهضة يا سادة فافيقوا قبل أن تستيقظوا فلا تجدوا شربة ماء.

الجريدة الرسمية