عبد الخالق الشبراوى: دعم الدولة للطرق الصوفية ضرورى للإسهام في تطوير خطابها الدينى المتجمد منذ سنوات
قانون الطرق الصوفية يمنع أي شخص من العمل فيها بدون موافقة المجلس الأعلى وعقوبته السجن
أكد الشيخ عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية البرهامية أن ما فعله الشيخ إبراهيم أبو حسين، خطيب مسجد الحسينية بالغربية بعد انتشار فيديو له يقوم فيه بتفسير القرآن الكريم بشكل خاطئ، مما جعل وزارة الأوقاف تصدر قرارا بإبعاده عن منابرها، خطوة تأخرت كثيرا، وأنه كان يجب محاسبته منذ فترة طويلة وعدم تركه حتى يصبح له مريدون، وأكد أن إبراهيم أبو حسين ليس له طريقة مسجلة بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية، وبالتالى يجب محاكمته طبقا للقانون 118 لسنة 76 وهو قانون الطرق الصوفية التي تمنع أي شخص من العمل بالصوفية بدون موافقة المجلس الأعلى للطرق وعقوبته هي السجن، وفى حوار لـ"فيتو" مع الشيخ عبد الخالق الشبراوى شيخ الطريقة الشبراوية البرهامية والعضو السابق بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية كشف العديد من الأسرار عن الطرق الصوفية..
وإلى نص الحوار:
** في البداية ما رأيك فيما أثير حول واقعة الشيخ إبراهيم أبو حسين في طنطا وكذلك الاتهامات المنسوبة إليه؟
* الشيخ إبراهيم أبو حسين إمام وخطيب مسجد الساحة الحسينية بالغربية، والذي أحالته الأوقاف للتحقيق كان يجب محاسبته ومنعه من الخطابة منذ فترة طويلة، وعدم الانتظار حتى يصبح له مريدون لدرجة أنهم يروجون الفيديوهات الخاصة به على مواقع التواصل الاجتماعى، أما عن الاتهامات المنسوبة له فهى تستحق المحاسبة، لأنه يسيء إلى الدين الإسلامي والصوفية، وهذا من آثار بعض ما ينادى به من يطلقون على أنفسهم التنويريين، وتناسوا أن الدين له أسانيد ثابتة في الشريعة والفقه عن التعاملات والعبادات.
** وهل ينتمى إبراهيم أبو حسين للصوفية وهل له طريقة مسجلة وما الإجراءات المتبعة عند تأسيس طريقة؟
هو لا ينتمى للطرق الصوفية ولم يتقدم بأوراقه للانضمام للطرق الصوفية من الأصل، لأن هناك شروطا يجب اتباعها عند تأسيس طريقة صوفية جديدة من خلال التقدم بطلب للمجلس الأعلى للطرق عن طريقة تحديد عدد مريديه والمنهج الذي يتبعه وحقيقة توافقه أو مخالفته للسنة، ويشترط أن يكون من الصالحين بشهادة الشهود، وعقله سليم ومنهجه سليم أيضا ويتم التحرى عنه ثم يدخل اللجنة العلمية، وفى حالة الموافقة ترسل الأوراق إلى الداخلية والأزهر والأوقاف، ويتم تعيينه بشرط ألا تكون طريقته تتشابه مع طريقة أخرى وأن تختلف الأوراد لكن المنهج ثابت وهو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم
** كم عدد الطرق الصوفية المسجلة وغير المسجلة وأشهر أماكن تواجدها على الخريطة؟
أولا عدد الطرق الصوفية المسجلة حاليا نحو 81 طريقة منها بعض الطرق المجمدة، وهؤلاء عددهم نحو 4 طرق منهم الطريقة الكتانية، أما الطرق غير المسجلة والتي ليس لها تصريح بالخطابة أو العمل الصوفى فهى عديدة، ولكنها غير معروفة ويصعب حصرها أما عن أبرز هذه الطرق وخريطتها في عموم المحافظات فنجد منها الطريقة الرفاعية وتنتشر في ربوع مصر من الإسكندرية إلى أسوان بل إن لها مريدين في العديد من البلدان العربية، ويبلغ عدد مريديها نحو 6 ملايين مريد، وهناك الطريقة البدوية والتي تنسب للشيخ أحمد البدوى، وهى من أكبر الطرق في مصر، وتنتشر في العديد من المحافظات ومركزها الرئيسى في طنطا، وعدد مريديها يتجاوز 2 مليون مريد، وتفرعت منها العديد من الطرق مثل الشناوية والمرازقة والبيومية والإمبابية والتسقانية والجوهرية وغيرها، وهناك الطريقة القادرية وتنتشر في أغلب محافظات مصر وتتفرع منها الطريقه الفارضية ويتجاوز عدد منتسبيها المليون، وهناك الطريقة الشاذلية وهى من أكبر الطرق المعروفة في مصر ومركزها الإسكندرية وطنطا ودسوق، ولها فروع في الطرق الحامدية والهاشمية والجازولية والجوهرية والحصافية وغيرها ويبلغ عددها 2.5 مليون وهناك الطريقة العزمية ويبلغ عدد مريديها المليون.
** وكيف يتعامل المجلس الأعلى للطرق الصوفية مع الطرق؟
كل مشيخة لها وكلاء في المحافظات والمراكز وهناك منشورات توزع على الطرق حتى الموالد وترسل نشرة بالاحتفالات الدينية والمشاركة فيها من خلال قيام المشيخة بالتنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين الاحتفالات في الموالد.
**وهل هناك تصريح يحصل عليه الشيخ الصوفى من المجلس قبل الخطابة؟
أولا الطرق الصوفية ليس لها تصريح خطابة لأن الشيخ مسئول عمن يخطب باعتباره يتبع المشيخة، وبالتالى فهو مسئول عنه مسئولية كاملة، وبالتالى مشكلة الشيخ إبراهيم أبو حسين ليست صوفية، لأنه لا ينتمى لأى من الطرق المسجلة وإنما هو موظف بالأوقاف.
**البعض يوجه الاتهامات للصوفية بأن خطابهم الصوفى لا يزال خارج نطاق الزمن ويثير الشفقة وبعيد عن التجديد؟
الطرق الصوفية لديها مكتبة ضخمة قادرة على تطوير خطابها بشكل يسد الطرق التي تستغلها الجماعات المتطرفة ضدها، ولكنها للأسف غير مستغلة وتكتفى كل طريقة بما دونه مؤسسها والرعيل الأول من الصوفية، وهذا يعنى أن الطرق لم تطور نفسها وهنا على الطرق أن تعيد قراءة هذه الكتب وتقدمها بصيغ تسهل وصولها للفئات المستهدفة، وبالتالى دعم الدولة للطرق الصوفية في هذه المرحلة هام وضرورى للإسهام في تطوير الخطاب الدينى وهو ما نقوم به حاليا من عقد جلسات بالطرق والقيام بتدريس القرآن والمطالبة بتدريس المناهج الدينية في كل المراحل التعليمية عن طريق متخصصين وأن تكون المناهج متدرجة وفقا للمرحلة السنية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" ..