علامات وأسباب حسن الخاتمة | داعية يكشف علامات حسن الخاتمة
أكد الدكتور خالد بدير، من علماء الأزهر والأوقاف أن علامات حسن الخاتمة لها أسباب تدل عليها ؛ ومن هذه العلامات:
علامات حسن الخاتمة | العلامة الأولى : النطق بالشهادة عند الموت وذلك بأن نسمع كلمة التوحيد عند خروج روح الميت ؛ فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " وعَنْ أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ " ومن السنة تلقين الميت الشهادة أثناء الاحتضار ، ويكون برفق ولين ، وذلك بذكر الشهادة عند الميت حتى يتذكرها ويقولها بدون أمر له بذلك ، لأنه ربما يعاند ولا يقولها ، وربما كفر بها عند الموت والعياذ بالله .
علامات حسن الخاتمة | العلامة الثانية هي الموت ليلة الجمعة أو نهارها فالموت ليلة الجمعة أو يومها دليل وعلامة لحسن الخاتمة؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ".
علامات حسن الخاتمة | وأشار بدير إلى أن العلامة الثالثة هي التوفيق لعمل صالح قبل الموت فقد أجرى الكريم عادته أن من عاش على شئ مات عليه؛ ومن مات على شئ بعث عليه؛ فالإنسان الذي يداوم على الطاعة وأصبحت سجيةً له يستعمله ويوفقه الله عز وجل إلى عمل الخير عند خاتمته؛ بل وعسله، كما جاء في الحديث؛ فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:”إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ”، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، وَمَا عَسَّلَهُ؟ قَالَ:”يُفْتَحُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ”. لافتا الى كثرة الذين يموتون اليوم من المسلمين على أعمالٍ صالحة وهي كثيرة ومنها : أن يموت وهو ساجد ، أو وهو يقرأ القرآن ، أو وهو في طريقه لأداء الحج أو العمرة ، أو وهو ذاهب ليصل رحماً أو غير ذلك من أعمال البر والخير والصلاح .
خالد بدير يكشف مكانة الشباب الذي ينشأ على طاعة الله
علامات حسن الخاتمة | وأوضح أن العلامة الرابعة هي الميتة ذات الألم والشدة، فكل ميتة فيها ألم وشدة تطهر صاحبها من الذنوب والمعاصي ؛ وترفعه منازل الشهداء في الآخرة ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ؛ وَالْمَبْطُونُ؛ وَالْغَرِقُ؛ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ؛ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.” ويقاس عليها الموت بالوسائل الحديثة كالصعق الكهربائي أو حوادث السيارات والطائرات ؛ والغرق بالبواخر والعبارات ؛ وكل ميتة فيها ألم وشدة .
علامات حسن الخاتمة | وبين أن علامات حسن الخاتمة، بالموت دفاعاً سواء كان دفاعاً عن الدين أو الأهل أو النفس أو العرض أو المال أو غير ذلك ؛ كل هؤلاء حسنة خاتمتهم ؛ وداخلون في تعداد الشهداء فعن سعيد بن زيد قال صلى الله عليه وسلم: “ مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ” وعن أبي هريرة قال: ” جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ . فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ! أرأيتَ إن جاءَ رجلٌ يريدُ أخذَ مالي؟ قالَ: فلا تُعطِهِ مالَكَ. قالَ: أرأيتَ إن قاتَلَني؟ قالَ: قاتِلهُ. قالَ: أرأيتَ إن قتَلَني؟ قالَ: فأنتَ شهيدٌ. قالَ: أرأيتَ إن قَتلتُهُ ؟ قالَ: هوَ في النَّارِ . ” مضيفا: يدخل في ذلك أيضا الجنود المرابطون الذين يسهرون ليلهم في حراسة هذا الوطن والدفاع عنه وحماية منشآته؛ وقد ذكرهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله:” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ؛ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ” .
وعلامات حسن الخاتمة | أكد أن الموت في السعي على الكسب، دليل على حسن الخاتمة فمن مات أثناء عمله وسعيه على الرزق الحلال فقد حسنت خاتمته؛ ويعد سعيه على معيشته جهاداً في سبيل الله وقد أكد القرآن هذه الحقيقة في قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: “سوى الله تعالي في هذه الآية بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال الحلال ، فكان هذا دليلاً على أن كسب المال بمنزلة الجهاد لأنه جمعه مع الجهاد في سبيل الله” وعَنْ كَعْبِ بن عُجْرَةَ، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :”إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ”.