رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الديب يكتب: إلى رجب أردوغان.. "شفت الصاروخ"

أحمد الديب
أحمد الديب

فى البداية علينا أن نعترف جميعا بالنظرة القوية والثاقبة للقيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية التى قرأت مبكرا المشهد الإقليمي واهتمت وقررت أن تنمى وتطور الأسلحة المختلفة واستطاعت أن تحدث من إمكانياتها بما يمكنها من حماية مصالح مصر،  وذلك يدلل على أن الدولة كانت تعى جيدا الخطر الذي يحيط بالمنطقة، فمصر هى رمانة ميزان الشرق الأوسط وصمام أمان العالم والجميع يعترف جيدا بأن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة.

والأن .. أصبحت المشاهد واضحة أمام الجميع فحالة التوتر تسيطر على منطقة شرق المتوسط ولا يخفى للمتابع للموقف بعناية أن المنطقة من النواحى الجغرافية والسياسية تستدرج نحو صدام بسبب ثروات الغاز المكتشفة فيها، والذي سعت القيادة المصرية خلال السنوات الأخيرة لاتخاذ كافة الخطوات التي تضمن بها حقها وحق الأجيال المقبلة في الثروات التي تملكها وفقا للقوانين والأعراف الدولية

وبالتأكيد فإن موازين القوى فى تلك المنطقة ستعاد تشكيلها من جديد، وذلك من خلال عدة أمور أهمها ما ذكرنا ثروات الغاز المكتشفة فيها، والقوى وحده هو من سيثبت أقدامه في معادلة القوى في شرق المتوسط .

تركيا التى تعتبر الآن مجرد قطعة شطرنج تحركها بعض القوى الأخرى لإثارة القلق لدول المنطقة التى تحيط بمصر فى ظل الأفكار الوهمية التى توجد فى عقل أردوغان وقيادته الذين يعتبرونه بطلًا وهو عكس ذلك بمراحل.

اعتادت الدولة المصرية عدم الرد على تصريحات أردوغان لأن سياسة مصر الدائمة هى احترام الآخر وعدم التدخل فى شئون الدول وهى سياسة لا يعرفها أردوغان لأنه لا يتعامل بصورة محترمة مع شئون الدول الأخرى الامر الذى دفعه لتوقيع اتفاق غير شرعى مع الحكومة الليبية التى يرأسها فايز السراج تحت مسمى التعاون الأمنى والحدود البحرية دون تحديد أي ملامح لذلك الأتفاق الذي يخبئ أكثر مما يظهر منه خاصة وأن تركيا تتعدى بالتنقيب عن المواد البترولية فى مناطق تحت السيادة القبرصية واليونانية  ويعد هذا الاتفاق غير شرعى وهو ما أكدته اغلبية دول الاتحاد الاوربى ومصر.

ومنذ أيام نفذت القوات البحرية المصرية عددا من الأنشطة القتالية ذات النوعية الاحترافية، والتي تهدف إلي فرض السيطرة البحرية علي المناطق الاقتصادية بالبحر وتأمين الأهداف الحيوية في المياة العميقة وهو أمر لفت انتباه العالم خاصة وأن التدريب أعلن عنه فى وقت هام وكانت نتائجه دقيقة ومهمة حيث أضاف البيان الصادر عن القوات المسلحة المصرية  ان تشكيل بحري قتالي يتكون من وحدات بحرية ذات تنوع قتالي، وعلي رأسها إحدي حاملات المروحيات طراز (ميسترال) ومجموعتها القتالية عددا من الأنشطة القتالية والتدريبية بمسرح عمليات البحر المتوسط، وتضمنت تلك الأنشطة قيام إحدي الغواصات المصرية بإطلاق صاروخ مكبسل عمق سطح طراز (هاربون) وهو صاروخ مضاد للسفن ويصل مداه إلي اكثر من 130 كم والذى اصاب الهدف من اول مرة بدقة عالية، كما ان التدريب تم بمشاركة حاملة الطائرات الميسترال وتشكيلات بحرية مختلفة.

 وفى تلك اللحظة التى أشعر بها بالفخر بما تبذله القوات المسلحة المصرية دفاعا عن مصر ومصالحها الاقتصادية  سألت نفسي هل شاهد أردوغان صاروخ الهاربون ودقته فى التنفيذ، أردوغان الذى يدعى أن بلاده تعتمد على التصنيع العسكرى الوطنى وهو يعلم أنه وهم والدليل ما كشفه عدد من التقارير الدولية، ومنها تقرير "سبري" الخاص بتقارير صادرات الأسلحة فإن تركيا خلال الأعوام (2014 / 2018) جاءت في الترتيب رقم 13 في استيراد الأسلحة على مستوى العالم، حيث كانت تستورد من الولايات المتحدة حوالي 60% من متطلباتها التسليحية من الخارج، تليها إسبانيا بحوالي 17٪، وإيطاليا بنسبة 15٪. أما بالنسبة لألمانيا فمن الواضح أنها كانت تشكل أحد أهم الدول المصدِّرة للسلاح إلى تركيا، حيث بلغ متوسط الصفقات العسكرية التركية مع ألمانيا ما يعادل ثلث الصادرات الألمانية، وخلال عام 2018 بلغت 243 مليون يورو، وفي الربع الأول من العام الجاري بلغت تقريبًا حوالي 184 مليون يورو.

وهو ما ينسف كل الادعاءات التركية حول تطورها المزعوم في تصنيع الاسلحة وهو وهم تروجه الألة الإعلامية التركية في كل مكان.

اعتقد أن الرسالة المصرية من وراء العملية الاحترافية للقوات البحرية في المتوسط خلال التدريبات الأخيرة  قد وصلت بالفعل إلى هؤلاء الذين يوهمون أنفسهم بقدرتهم على زعزعة أمن واستقرار مصر والاستيلاء على ثرواتها فمصر يحميها رجال يعلمون قدرها جيدا ويملكون القوة والعلم لحمايتها من أي أخطار.

الجريدة الرسمية