قتل وطرد كبار المتحالفين معهم .. منهج الإخوان الجديد في الانتقام من معارضيهم
دخلت جماعة الإخوان الإرهابية، مرحلة جديد من إرهاب خصومها، حتى لو كانوا من نفس التيار، أو من داخل التنظيم، ولكن أعلنوا التمرد عليه رفضا لسياسات قادته، ولوحت الجماعة بشكل واضح ربما لأول مرة لكبار معارضيتها، بالتصفية الجسدية أو الطرد لكل الخارجين عن طوعها.
عصام تليمة، القيادي السابق بالجماعة، كان أول من فضح تهديدات الجماعة له خلال الساعات الماضية، مؤكدا أن توحش التيار القطبي الحاكم للتنظيم، وصل به الإجرام حد إرسال فيديوهات إعدامات له على طريقة تنظيم داعش، لإرهابه بشكل واضح، فإما الطاعة والصمت للأبد، أو أن نهايته قد تكون مشابهة للنهايات الدموية التي كان يضعها داعش لمعارضيه، حتى من داخل التنظيم.
نورا المطيري: "الإخوان" تخطط لتفكيك الأمة وإسقاطها
تليمة سارع على الفور بعد تأكده من جدية التهديدات، وأخبر الأمن التركي، خاصة أن من يوجه له مثل هذه التهديدات، قيادات كبرى في جبهة القائم بأعمال المرشد، محمود عزت، ولم يكتفوا بذلك بل نشروا عنوان منزله بالتفصل، وتفاصيل تحركاته، لذا طالب تركيا باتخاذ العقاب القانوني الرادع ضد هذه التصرفات الإجرامية من قادة الإخوان.
ولم تتوقف الإخوان عن تهديد معارضيها من داخلها بالتصفية الجسدية، إذا ما استمروا في الخروج على أعراف التنظيم، بل وجهت سيل من التهديدات إلى حلفاءها الإسلاميون، وهددتهم بتحريض الأمن التركي على طردهم من البلاد، وتسليمهم لمصر، وعلى رأس هؤلاء عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية بسبب استمرار انتقاداته اللاذعة لها.
كانت الجماعة مررت قرارًا لكل أذرعها الإعلامية في اسطنبول، لمنع عاصم عبد الماجد من الظهور على فضائياتها، بسبب انتقاداته المتكررة للجماعة وقادتها، وبالفعل اختفى عبد الماجد تماما عن الظهور، ولجأ في المقابل إلى كتابة المنشورات الناقمة على التنظيم، بحسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
مع تزايد انتقادات عبد الماجد واتباع منهجة من بعض عناصر الجماعة الإسلامية في المنفى، أطلق قادة كبار في الإخوان تهديدات واضحة وصريحة لعبد الماجد بقطع المعونة المادية الشهرية عنه، التي يحصل عليها كلاجئ من تركيا، بجانب امتيازات آخرى كان يحصل عليها باعتباره من رموز الدعوة الإسلامية، حسب التعريفات التركية للاجئين على أرضها، إذا ما استمر في عناده، وانتقاده للجماعة وقيادتها.
يرى إبراهيم غرايبة، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية، وتيارات الإسلام السياسي عامة، يشكلون دائما مزيجا متناقضا من الأفكار والذرائع والاتجاهات.
ويؤكد الباحث، أن الثابت عن الإسلاميين، أنهم إذا ما تعرضوا لأي محنة، دخلوا سريعا بعدها في عداء جوهري وأيدلوجي فيما بينهم، حسب مصالح واتجاهات كل جماعة منهم، لافتا بذلك إلى جدية التهديدات الموجهة إلى معارضي التنظيم، والتي ستتضح ملامحها خلال الفترات القادمة، على حد قوله.