رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر لا يعاني تطرفًا

الأزهر الذى فيه المرصد للرد على الجماعات المتطرفة والتكفيرية، والذي فيه مرصد الفتاوى الإلكترونية للرد على الفتاوىٰ المتشددة أيضًا وتوضيح سماحة الإسلام للغير، لا يمكن أبدا أن يعانى تطرفا، بيت العائلة مقره الأزهر وفروعه في المحافظات تجمع المسلمين والمسيحيين، لجنة المصالحات في الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.

الأزهر الذي فيه هيئة كبار العلماء وأخرجوا لنا العديد من الكتب والأبحاث في التفسير والحديث والعقيدة والفقه واللغة، الأزهر الذي يجوب شيخه الشرق والغرب لتصحيح صورة المسلمين في أعين الغرب، ذلكم الرجل الذي قال عنه، أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة: "لابد أن يفخر المصريون والمسلمون برمز مثل الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر فأنا فخور بالوثيقة النادرة التي وقعها مع البابا فرنسيس من أجل الإنسانية الأمر كأنه حلم ! وفخور أيضًا بدعمه للكنيسة القبطية المصرية إنه حقًا رجل عظيم، وأنا تأثرت كثيرًا حينما قابلته في الأزهر".

 

عن أي ترهل تتحدثون، فصل الكليات العملية عن جامعة الأزهر، هذه العبارة التي يكررها الفريق التنويري وفق قولهم؛ وذلك لأن الكليات العلمية باتت لا تؤدي دورها المناط بها، والحق أن هذه شبهة بالية، ولو سلمنا لهذه الأصوات جدلًا كما يريدون وفصلنا كليات الشريعة والأصول واللغة العربية بموادها الدراسية عن هذه الكليات العلمية الطب والصيدلة والعلوم والهندسة والتجارة والزراعة..، فهل نفصل أيضًا كليات التربية والآداب ودار العلوم والحقوق وغيرها عن كليات الجامعات المصرية تحت هذا الزعم، قد يقول قائل: ما وجه المقارنة بين كليات الأزهر وهذه الكليات؟

اقرأ ايضا: مرصد الأزهر يحذر "أمازون" من خطورة إتاحة الكتب ذات المحتوى المتطرف

 

والجواب: إن هذه الكليات (التربية والآداب ودار العلوم والحقوق) تُدرس فيها مواد إسلامية كثيرة، ففيها أقسام مثل: الدراسات الإسلامية والعربية، ويندرج تحتها : التفسير والقراءات والحديث والسيرة والأخلاق، وأيضًا فيها قسم الشريعة: ويندرج تحته الفقه وأصوله، وأيضًا قسم اللغة العربية: ويندرج تحته: النحو والصرف وأصول اللغة والبلاغة والأدب والنقد والعروض  وغيرهم، فهل يمكن أن تُنادي هذه الأصوات بضرورة فصل هذه الكليات عن كليات الجامعات المصرية؟!.

 

ولمن لا يعرف إنجازات جامعة الأزهر فهذه أهم الإنجازات: الأزهر الشريف من أسس مدرسة الطب بأبي زعبل، كذلك الفنية العسكرية التى تخرج فيها مئات المهندسين الأكفاء، مدرسة الألسن بقيادة العالم الجليل (رفاعة الطهطاوي) التي قاد طلابها حركة الترجمة والتنوير في العالم فيما بعد.

 

 صاحب فكرة بناء (السد العالي) الذي تم تشييده عام 1960م في عهد الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر” كان عالما أزهريا، اسمه (محمد بن يونس المصري)، حيث قام بعرض الفكرة على الحاكم العثماني آنذاك لبناء سدٍ في نفس موقع (السد العالي) الحالي، بعد أن شكا له الحاكم من الفيضانات التي تتعرض لها مصر، وتغمر حقولها وقراها بالمياه. إلا أنه رفض وظل المشروع حبيس الأدراج حتى قام الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر” بتنفيذه.

 

واقرأ أيضا: الإمام الأكبر: خطاب الأزهر رسالة سلام للعالم وتدريب الأئمة في مقدمة أولوياتنا

 

الأستاذ الدكتور جمال أبو السرور أستاذ طب النساء والتوليد والحقن المجهري بجامعة الأزهر، وعميد كلية طب الأزهر الأسبق، وهو أحد رواد الحقن المجهري في العالم، ولقد حقق طفرة غير مسبوقة في تاريخ الطب داخل جمهورية مصر العربية والدول العربية والأجنبية، وهو أحد مؤسسي الحقن المجهري في مصر، ابن الأزهر، الحاصل على العضوية الشرفية على هامش اجتماع المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للجمعة الأوربية لأمراض النساء والتوليد في إيطاليا، وحصل على جائزة الأمم المتحدة للأنشطة السكانية..

 

يتحدث الأستاذ الدكتور جمال أبو السرور فيقول :"فاز المركز الدولي الإسلامي بجامعة الأزهر بجائزة الأمم المتحدة العالمية، والتي تمنح من الأمم المتحدة للمراكز البحثية التي تثبت تفوقًا علميًا، وقادنا المركز الجائزة تقديرًا لنشاطه في تشخيص المشاكل المجتمعية في دول عديدة ووضع حلولًا عملية لها من خلال أبحاث ودراسات علمية موثوقة مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية الغراء التي تتسم بالوسطية والاعتدال وتبتعد كل البعد عن مواطن الغلو والتشدد، وقد تسلم الجائزة بصحبةالاستاذ الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة آنذاك في عام 2014 م بمقر الأمم المتحدة في حضور الأمين العام السيد (بان كي مون )ومشاركة حشد من العلماء والسفراء من مختلف دول العالم"، وكرمه الرئيس السيسي في هذا العام في عيد العلم.

 

الأستاذ الدكتور عبدالشافي فهمي عبادة الأستاذ غير المتفرغ بكلية العلوم بنين بالقاهرة، فاز بجائزة النيل للعلوم هذا العام وهي ضمن 60 جائزة من جوائز الدولة للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، والتي فاز بها 48 عالمًا كان هو من بينهم.

 

الباحث الأكاديمي عزت حمدي قاسم المعيد بقسم النبات والميكروبيولوجى بكلية العلوم بنين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، فاز بالمركز الأول على مستوى العالم في المؤتمر الدولي للمخترعين والمبدعين، والذي عُقد بمدينة سول بكوريا الجنوبية لاختراعه جهاز (الطرد المركزي محلل عالي الجودة)، وذلك لفصل مكونات الدم والحمض النووي وفصل الفيروسات والبكتريا، ويستخدم أيضا في فصل النظائر المشعة وتخصيب اليورانيوم وكذلك يستخدم في فصل المواد النانومترية، وذلك في عام 2013 م.

 

الأستاذ الدكتور أسامة عبدالحي قاسم أستاذ التخدير والعناية المركزة بكلية طب البنين جامعة الأزهر بالقاهرة، فاز بالإجماع بمنصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب، وذلك لمدة خمس سنوات، تبدأ من يوليه 2017م، الجدير بالذكر أن الدكتور (أسامة عبدالحي) تدرج في المناصب حتى أصبح أستاذًا بقسم التخدير والرعاية المركزة بطب الأزهر، وأُختير عضوًا بمجلس كلية طب الأزهر، فرئيسًا لقسم التخدير بمعهد ناصر، ورئيسًا للمجلس العلمى بمعهد ناصر، ثم رئيسًا للهيئة التأديبية بالنقابة العامة للأطباء، وأخيرًا الفوز بالإجماع لمنصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب.

 

وآخرا فإن الدور العلمي للأزهر الذى يتم إنكاره ويحاول البعض طمسه متأصل ومشهود منذ عهد محمد علي باشا، ومشرق وساطع كنور الشمش، فحينما أراد “محمد على” إرسال بعثات علمية للخارج لتسع دول كانت صديقة لمصر كانوا جميعهم أزهريين أي من الأزهر الشريف لقيمته العلمية والدينية.

الجريدة الرسمية