مرصد الإفتاء يحذر من تصاعد ظاهرة "الانتحاريات" بين التنظيمات الإرهابية
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن المؤشر العالمي للإرهاب لعام 2019 الصادر عن مركز السلام والاقتصاد، وهو أحد المراكز البحثية الكبرى المعنية برصد ومتابعة مؤشرات الإرهاب حول العالم، أوضح أن ظاهرة النساء الانتحاريات شهدت ارتفاعًا كبيرًا بداية من عام 2013 وحتى 2018 بما نسبته 30%، هذا على الرغم من أن نسبة العمليات الانتحارية التي قامت بها النساء تمثل 3% من جملة العمليات الانتحارية لعام 2018 ، بينما شكلت 5% من عام 1985 إلى 2018، إلا أن هذه النسبة تشير إلى تصاعد اعتماد التنظيمات الإرهابية على النساء في تنفيذ العمليات الانتحارية.
وأشار المرصد إلى أن هذا التناول من قِبل مركز السلام والاقتصاد يؤكد على ما سبق أن تحدث عنه المرصد في تقاريره من تصاعد ظاهرة استقطاب النساء في التنظيمات الإرهابية خاصة مع صعود تنظيم "داعش" بداية من عام 2014، فقد أوضح المؤشر العالمي للإرهاب أن العمليات الانتحارية التي نفذت من خلال النساء قدرت بـ 200 عملية إرهابية بداية من عام 2013 وحتى 2018، وكانت جماعة " بوكو حرام" هي الأكثر اعتمادًا على ظاهرة النساء الانتحاريات. إذ تعتبر جماعة "بوكو حرام" من أكثر التنظيمات اعتمادًا على النساء والقيام بخطفهن واستخدامهن في العمليات الإرهابية، فقد سبق أن أوضح تقرير صادر في أبريل 2018 عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، قيام الجماعة بخطف أكثر من 1000 طفلة في شمال شرق نيجيريا منذ عام 2013، كما أن الإرهاب في نيجيريا يتسم بأنه يشهد ارتفاع عمليات الخطف واستخدام النساء في هذه العمليات عبر إجبارهن على القيام بعمليات انتحارية من قِبل العناصر الإرهابية.
وأفاد المؤشر العالمي للإرهاب أنه من التنظيمات الأخرى التي من المتوقع أن تلجأ إلى ظاهرة الانتحاريات في المرحلة القادمة تنظيم "داعش"، كما أن التقرير أوضح أن العنصر النسائي في داعش ينتشر في 13% من عدد الفروع التابعة للتنظيم، فمع ظهور التنظيم في سوريا استعان بالنساء عبر منصات التواصل الاجتماعي من أجل تجنيد مزيد من السيدات عبر تقديم "خطاب ومادة إعلامية" يتم من خلالها تجنيد سيدات للذهاب إلى سوريا والانضمام للتنظيم.
وفي ذات السياق، أوضح المؤشر العالمي للإرهاب أن آسيا والمحيط الهادئ حصلت على أكبر نسبة من النساء اللائي انضممن إلى التنظيم بنسبة 31%، وسجلت أوروبا المرتبة الثانية بنسبة 24%، ومما يؤكد ذلك ما كشفه تقرير المؤشر عن لجوء "داعش" إلى الاستعانة بالنساء في العمليات الانتحارية وتنفيذه 4 عمليات انتحارية بواسطة النساء، هذا بالإضافة إلى 23 عملية انتحارية أخرى نفذت بواسطة سيدات ولكنها سجلت ضد مجهول.
ويحذر المرصد من تصاعد اعتماد التنظيمات الإرهابية على النساء في الآونة القادمة؛ نظرًا لأن النساء يسهل عليهن الحركة والتنقل بين المرتكزات الأمنية وغيرها، خاصة مع وجود تقارير تؤكد على لجوء التنظيمات الإرهابية إلى استهداف النساء واستقطابهن، حيث عاد 18% فقط من عدد النساء المنضمات إلى تنظيم "داعش" لبلادهن، الأمر الذي يجعلهن محل اهتمام داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، خاصة أن التقرير أكد على أنه من الناحية التاريخية فإن الهجمات الانتحارية التي كانت تنفذها النساء أكثر فتكًا بنسبة تصل إلى 5% من تلك التي يقدم عليها الرجال.