حكم الصلاة خلال أوقات العمل
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تجمع الموظفين والعمال وافتراشهم طرقات ودهاليز المصالح الحكومية فى جماعة مما يلفت الأنظار إليهم، وأرجع علماء الاسلام هذه الظاهرة إلى الإيمان والتدين الذى هو شيء فطرى وغريزى داخل النفوس، وعن هذه الظاهرة ومدى تعارضها مع أداء مصالح الجماهير.
حكم الصلاة خلال أوقات العمل في المصالح الحكومية
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة سابقا: من الأمور المعلومة من الدين أن أداء الصلاة فى وقتها مطلوب شرعا ، فهى لا تكون أداء إلا فى وقتها المعلوم الذى بينه الله عز وجل، وعندما أرسل سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلمه أداء الصلاة كان يصلى به مرتين فى كل صلاة مكتوبة مرة فى بداية وقت الصلاة ومرة أخرى فى نهاية الوقت ثم قال له "الوقت الشرعى بين هذين المرتين" وهو الوقت الذى حدده علماء الفلك بعد ذلك والمطبوع فى نتائج مواقيت الصلاة.
ولا يجوز شرعا تأخير الصلاة عن وقتها وإلا كانت قضاء ، وثواب القضاء لا يرقى إلى ثواب الأداء ، فإذا كانت مصلحة العمل لاتتأثر بأداء الصلاة فى أول وقتها وهو الوقت المستحب فيفضل أداؤها فى هذا الوقت .
حكم الصلاة خلال أوقات العمل في المصالح الحكومية
واما اذا كان العمل يتأثر بالصلاة وتتأثر مصالح الناس فيجوز أن يؤخر الموظف المعنى بهذه المصلحة الصلاة بشرط أن يؤديها قبل فوات وقتها الشرعى، لكن لا يجوز بأى حال من الأحوال ان تمنع جهة العمل موظفيها من أداء الصلاة حتى يخرج وقتها الشرعى بحجة كثرة الأعمال وإنجاز مصالح المواطنين، لأن العاملين فى أى مصلحة إذا أدوا الصلاة فقد حافظوا عليها وأدوا فرض ربهم هم بذلك أجدر أن يؤدوا حقوق العباد على أكمل وجه ، أما إذا أخروا الصلاة وقصروا فى حق الله فهم بذلك ليسوا بعيدين عن التقصير فى حقوق العباد.
إن أداء مصالح المواطنين واجب على الموظف وله الأولوية قبل أى شيء كما أن افتراش الدهاليز والطرقات دليل على يسر الشريعة وبساطتها وسهولتها .
متى يدرك الإنسان فضل صلاة الجماعة ؟.. الإفتاء تجيب
والدولة ليست ملزمة أن تخصص أماكن لأداء الصلاة فى مبانى المصالح والمؤسسات، لكن إذا توافرت المساحة فلا مانع من تشييد زوايا فى هذه المصالح لأداء الصلاة، وينصح الموظفين بأداء الصلاة ثم العودة فورا لمزاولة العمل دون تأخير، محذرا من التلكؤ والتأخير بل إن عقابهم عند الله شديد .