رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أطفال الشوارع ببورسعيد يتحدثون.. تيتو: لازم حكومة هشام قنديل يموت منها ناس.. بزازة: احنا مش بلطجية..مأوانا الجبل وغذاؤنا من القمامة

فيتو

انتشرت ظاهرة أطفال الشوارع بمحافظة بورسعيد بصورة غير طبيعية وربما فجأة وكما يقولون " آخر ما القطر بيودى" لأن بورسعيد هي آخر محطة للقطار فبدأ يتوافد أطفال الشوارع من كل محافظات مصر وهى الظاهرة التي لم تكن موجودة قبل ذلك على الإطلاق.‏

ورصدت عدسة "فيتو" أحوال هؤلاء الأطفال وكانت المفاجأة أنه بمجرد التفكير أن تقترب من العالم أنه لايمكنك الدخول بدون استئذان من الكبير " أبو دومة " حتى يسمح لك بالدخول أو يسمح لهم بالحديث إليك وإلا ستكون فريسة وأحد المعتدين عليهم وعليك أن تتحمل جراء اقتحامك عالمهم الخاص جدا.
وتحدثت " فيتو" معهم في جو يسوده الحذر والخوف أكثر من الشفقة لأنه متوقع منهم الغدر بأى مواطن لا يرتدى ثيابهم أو يأكل من مقالب القمامة كما هو حالهم.
قال رمضان شعبان 10 سنوات: ليس لنا مأوى سوى الجبل لنقوم بجمع القمامه ونحن نستحق أن نعيش الحياة كما تعيشون أنتم.

ومن جانبه قال محمد ابودومة، 12 سنة: أعمل بالقمامة لجمع البلاستيك وأبيعه لأتحصل على 5 جنيهات في اليوم، مضيفا:
لقد تركت المدرسة لأن والدى لا يستطيع الإنفاق على دراستى.
أما تيتو فقال أن عمره 12 سنة وإن اسمه الحقيقى " محمد السيد " مستطردا: جئت من الغربية وتركت أسرتى، وبعد وفاة والدى، والدتى تزوجت من رجل آخر رفض وجودى في البيت، فخرجت من المنزل وقررت العمل لإرسال نفقات أخوتى البنات إلى زوج والدتى.
وأكد تيتو أنه ترك المنزل وهو عمره 4 سنوات واستقر به الحال في عزبة أبو عوف لجمع القمامة والوقوف في الطرقات لمسح السيارات.
وأضاف تيتو: لقد أمضيت عاما في ميدان التحرير وبكى قائلا: "روحت لما عرفت أن أصحابى بيموتوا وهرجع تانى عشان أرجع دم الشهداء، موضحا يا أستاذة أنتم ناس محترمة زى اللى كانوا معانا في الميدان أقولك حاجة أحنا أول مرة نحس إننا بنى آدمين لما كنا في الميدان، المتعلمين اللى زيكم ما كانوش بيخافوا مننا وكمان كانوا بيدونا أكل نضيف من بتاعهم ".
واستطرد قائلًا: "دم الشهداء في رقبتنا كلنا، ولازم الحكومة دي يموت منها ناس، بصى يا أستاذة أنا مش هزعل لو استشهدت زى أصحابى أصل إحنا لو متنا مش مشكلة إنما أنتم لو متم حرام الفلوس اللى أهليكم صرفوها عليكم. 
والتقط أطراف الحديث طفل آخر أصغر سنًا يدعى بزازة 8 سنوات وقال بحدة: "بيقولوا علينا بلطجية، بس إحنا مش بلطجية"، ثم سكت مكتفيا بنظرة غضب في جميع الاتجاهات، ممتنعا عن الرد عن أي أسئلة.

الجريدة الرسمية