علي جمعة: 95% من آيات القرآن تتناول العقيدة والأخلاق
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن الانفصام بين الاعتقاد والأخلاق، وبين الإيمان والمثل العليا والسلوك الذى يلتزمه هذا المؤمن فى دنيا الناس وفى علاقاته بمن حوله على كافة مستوياتهم، ويسود حاليا بين الناس حالة انفلات خلقى لا تتناسب مع أركان الإسلام والسؤال الملح كيف ينسجم الإيمان مع ما ينتج عنه من سلوك.
وأضاف جمعة: في محاولة للتدليل على الحالة المرضية فى المجتمع وتأكيد تناول الأخلاق والسلوك بسعة لم يتناول بها العبادات، فإن القرآن به 6 آلاف آية تقريبا 5% منها تتناول أحكام الفقه الإسلامي و95% تتناول العقيدة والأخلاق.
وتابع: فالعقيدة والأخلاق هى الشاغل الأكبر فى القرآن الكريم ، كذلك إذا نظرنا إلى السنة وجدنا المروريات تتجاوز 60 ألف حديث منها ألف حديث تتناول الفقه فقط والباقى يتناول الأخلاق والعقيدة والقيم أى إن الفقه نال 5% أيضا من السنة و95% شغلتها الاخلاق لذلك عندما أراد ان يحدد الهدف من بعثته قال: "انما بعثت لأكمل مكارم الاخلاق " وحين وصفه الله تعالى قال "وإنك لعلى خلق عظيم "ومن هنا فإن من ينحى الاخلاق يتمسك بظاهر الشرع فقط دون حقيقته وينتهى الحال بان لا يعرف من الاسلام الا اسمه.
وأكد علي جمعة أن الاسلام جعل من العقيدة والاخلاق منهجا لتصحيح المفاهيم ودعوة الى الصراط المستقيم ، فغذا انتهى الامر بالمسلم الى سلوك غير قويم فمن المؤكد ان هناك خللا حادثا فى التزامه ، أو أنه ظن أن الإسلام انحصر فى الـ5% التى جاءت فى الكتاب والسنة وترك الـ95% الباقية فيصلى ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر ويصوم فلا ترتقى نفسه ولا تصفى ويقول ولا يفعل ويفعل ما لا يقول، وقد وصف الله هذه الحالة بالمقت لقوله تعالى (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون). وعموما فالسلوك الإنسانى يمر بحالات ثلاث هى الفكرة والمفهوم وشعور الأعماق لذلك يبدأ التغيير الإنسانى بالفكرة من خلال تغيير أفكار الذهن وقد يكون ذلك صعبا فقد تتغير الأفكار لكن المفاهيم تظل كما هى.
وتابع: من هنا تصبح المرحلة الثانية تغيير المفاهيم التى تحتاج إلى وقت لتصل إلى مرحلة شعور الأعماق والتى بها يتصرف الإنسان التصرف المستقيم تلقائيا، ويكون مبرمجا عليه دون تردد ، ولا يحتاج فى ذلك إلى تنبيه أو دعوة ولا حتى التفكير فتصبح أخلاقه وقيمه العليا من صفات جوارحه وكأنها ولدت بها.