رئيس التحرير
عصام كامل

عضمة كلب ونتسلى!


"عضمة كلب"، يلقيها أتباع الإخوان كلما ضاق بهم الحال، وضيقت عليهم المعارضة، ووضعتهم في خانة «اليك»، التي يعرف أسرارها كل لاعبى الطاولة ومحترفيها علي مقاهي الأوساط الشعبية..


ومن عجب أن المعارضة تسقط كل مرة في نفس الخطأ، حيث تتعارك علي "العضمة" وتتناسى الفخذ والورك والجناحين، وهكذا تهضم الجماعة البطة كلها، وتترك للمعارضة سؤال اللغز: أيهما جاء أولا البطة أم بيضتها؟

في قصة الجنود المستعارين من قبل أصدقاء الرئيس ورفاقه في زنزانة وادى النطرون، أخرجت الجماعة من جعبتها العضمة، وألقت بها في طريق المعارضة حيث طرح السؤال: من الذي يقود العمليات السيسى أم مرسى؟ وفى هذا التوقيت كانت الجماعة قد أخرجت الشارع إلي أقسى التوقعات ..

هل يموت أولادنا؟ هل يدخل الجيش في صدام عصابات؟ هل نستعيد الأولاد؟ وفى النهاية تلقي بهم السماء فى عرض الطريق، لأن محمد مرسي رجل مبارك من البركة، وهكذا أصبح مطلوبا منا أن نصفق كما فعلها بعض من أصابهم عته وصفقوا للرئيس الذى اختطفهم في البداية، وأعلن عن مطالب وهمية ثم سرعان ما عاد واختطفهم ثانية، وألقي بهم على قارعة الطريق.

وفي حكاية الضباط المختطفين الثلاثة ورابعهم أمين شرطة يتم صنع نفس السيناريو ليتم طرح السؤال الصعب: إذا كانوا قد قتلوا فأين جثثهم؟

قادة حماس أكدوا للسلطات المصرية - بناءً على طلبنا.. تصوروا - أن المختطفين قتلوا، ولكنهم لا يعرفون أين جثثهم.. والغريب أن التسريبات التي تدفقت عبر وسائل إعلام تابعة أو حرة، قالت علي لسان مصدر من حماس إن أبناءنا قتلوا في سيناء، وتسريبات أخري أكدت أن هناك مجموعات وفرق بحث جابت سيناء شمالا وجنوبا، ولم تعثر على جثثهم.

إذن "العضمة"، التي يطرحها النظام الإخوانى تدور حول مقتلهم، وأين جثثهم.. ويصبح مطلوبا من المواطنين أن يشاركوا بحماس في الحملة القومية للبحث عن جثث الضحايا، وعلي المصريين ألا يناموا حتي يعرفوا هل ماتوا علي أرض سيناء أم على أرض غزة؟

وبين الحين والحين ستعلن فرق البحث أنه وجدت بقايا لجثث يشتبه في أن تكون لهم، ثم يتسرب الأمل من بين أيدينا، ومن أيدى أهاليهم لنعود مرة أخري لنبحث ونبحث ونبحث عن بقايا عظام بشرية هنا وهناك.. المطلوب بالطبع أن نهدر طاقاتنا في البحث عن وهم، بينما الحقيقة التي يجب أن نلهث وراءها جميعا: من خطف أبناءنا؟ وعندما نلقى القبض عليه سيكون الأمر بيدنا..

نعرف ما إذا كانوا أحياءً أم لا.. وفي النهاية سيكون المجرم بين أيدينا بدلا من هذا اللغط الذى يصدره لنا الريس وجماعته لنظل نجرى وراء "عضمة" بينما بطونهم تهضم الحق وأصحابه.. إن لم تكن تهضم وطنا بأكمله.
الجريدة الرسمية