رئيس التحرير
عصام كامل

الإلحاد..هو الحـــــــــــــــــل!


كنا قومًا من السذج، عندما تعاطفنا معهم.. كنا قومًا من الحمقى، عندما أشفقنا على كل ذى عمامة ولحية، طويلة كانت أو قصيرة.

كنا نعبد الله، على الفطرة التى فطرنا الله عليها، كنا نواظب على الصلاة فى المساجد، كنا ننفر من كل ما يغضب الله، بعضنا كان يجتهد فى العبادة، فيصوم ويصلى، ويقيم الليل، ويحرص على صلاة التهجد فى شهر رمضان، كنا نستبق الخيرات، كنا نرى أن مصائرنا بيد السماء، لا بيد الأرض، كنا نحب الخير، ونبغض الحرام.


كان المصريون شعبًا متدينًا مطمئنًا، يأتيه رزقه رغدًا، تحبه السماء أحيانًا، فتمد إليه أيادى العطف والحنان.. والآن لم يعد المصريون شعبًا متدينًا ولا مطمئنًا، ولا يأتيه رزقه رغدًا، بل خاصمته السماء، وأدارت له ظهرها، فعانق حالة من الضنك والبؤس، لم يعتدها فى غير زمن النهضة ولا " الإسلام هو الحل ".

كان المصريون يتدفقون ، من كل فج عميق، على مساجدهم وكنائسهم، ليذكروا الله، وليشهدوا منافع لهم، ولكن الآن وقر فى صدور بعضهم، أنه لا المساجد ولا الكنائس تصنعان المعجزات، ولا تحققان المستحيل، طالما أن هذا حال من يتحدثون باسمها.

فى بلد المآذن والكنائس والفضائيات الدينية، يكفر بعض شباب مصر بالسماء، فلا معنى عندهم للإيمان بأديان تعذب البشر وتعكر صفو حياتهم، لا حاجة لهم برجال دين كاذبين، فى كل واد يهيمون، ويقولون ما لا يفعلون، وكأنهم لم يقرأوا يومًا قول القرآن: " كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .

فقد رجال الدين هيبتهم، فلا هيبة لمنافق أو كذاب أشر، فقدوا كرامتهم، فلا كرامة لمن يأكل على كل الموائد، فقدوا اعتبارهم، فلا اعتبار لمنتحلى صفة لا يستحقونها، فلا وحى نزل يومًا على أحدهم، أبلغه أنه رسول السماء إلى الأرض، ولا المتحدث باسم الله لخلقه.

الدين نفسه، فقد اعتباره على أيدى هؤلاء المرتزقة، غدًا بضاعة راكدة، لا قيمة لها ولا ثمن، فما قيمة دين، يقدمه سدنته، باعتباره دينًا يحرض على العنف وعلى الكراهية وعلى الكذب وعلى التلون والنفاق؟

رجال الدين... أصبحوا عبئًا ثقيلاً مريرًا على صدورنا.. رجال الدين صاروا أشبه بكفار قريش، فى إقصائهم رحمة للناس، حتى يعودوا إلى رشدهم الذى فقدوه بسببهم.

الأجيال الناشئة لا تخجل من إعلان كفرها بالله، لا تخجل من إنكار الأديان، صاروا يدخلون فى الإلحاد أفواجًا، بعدما فقدوا طريق الرشاد.. مائتا ألف أو يزيدون، يجاهرون بإلحادهم، ويدافعون عنه، ويهتفون كما هتف غيرهم يومًا: " الإلحاد هو الحل ".

مائتا ألف شاب، رقم ليس هزيلاً، فالإسلام نفسه لم يعتنقه سوى العشرات سنوات ليست قليلة، ما يعنى أن الإلحاد قادم بضراوة، طالما بقيت أسبابه وشياطينه.

"الإلحاد هو الحل".. قالها بعضهم لى ساخرًا، "وعندما سألتهم: لماذا؟ أجابنى أحدهم فى مرارة: " لقد صدقنا من قبل أن الإسلام هو الحل، فماذا كانت النتيجة؟ "، صدمتنى صراحته المؤلمة الآثمة، ولم أعقب.

الجريدة الرسمية