رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الصلاة فى المساجد بها اضرحة

فيتو

تنتشر فى البلاد بطولها وعرضها مساجد يوجد بها اضرحة لاولياء الله الصاحين ، ويتجمع المسلمون للصلاة فى هذه المساجد فظهرت عدة فتاوى تحرم الصلاة فى هذه المساجد باستثناء مسجد رسول الله . وفى عام 2012 رد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية ــوقتئذ ـــ بفتوى قال فيها :الصلاة فى المساجد التى يوجد بها اضرحة الاولياء والصالحين صحيحة ومشروعة وما يثار من انها باطلة هو قول مبتدع لا سند له ،بل انها تصل الى درجة الاستحباب وذلك بالكتاب والسنة وفعل الصحابة واجماع الامة الفعلى لقوله تعالى فى سورة الكهف 21 (فقالوا أبنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) 

 

وسياق الاية يدل على ان القول الاول هو قول المشركين وان القول الثانى هو قول الموحدين ، وقد حكى الله تعالى القولين دون انكار فدل ذلك على إمضاء الشريعة لهما ..بل ان سياق قول الموحدين قاطعا يفيدالمدح وأن مرادهم ليس مجرد البناء بل المطلوب إنما هو المسجد . وقال الشهاب الخفاجى فى حاشيته على تفسير البيضاوى "فى هذه دليل على اتخاذ المساجد على قبور الصالحين . ومن السنة حديث أبى بصير رضى الله عنه الذى رواه عبد الرازق عن معمر وابن اسحاق فى السيرة فعنعروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضى الله عنهم :أن أبا بصير لما مات وبنى على قبره مسجدا "بسيف البحر "وذلك بمحضر ثلاثمائة من الصحابة ، وهذا إسناد صحيح ، ومثل هذا الفعل لايخفى على رسول الله (ص) ومع ذلك فلم يرد انه عليه السلام أمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه . كما ثبت عن النبى انه "فى مسجد الحيف قبر سبعين نبيا "اخرجه البزاروالطبرانى فى المعجم الكبير وقال الحافظ ابن حجر هو اسناد صحيح . وقد ثبت فى الاثار ان سيدنا اسماعيل عليه السلام وامه هاجرقد دفنا فى الحجر من البيت الحرام وهذا هو ما اعتمده علماء السير كابن اسحق وابن جرير الطبرى فى تاريخه والذهبى وابن كثير وغيرهم من مؤرخى الاسلام .

هل جزاء الإحسان الإساءة؟.. الشيخ الشعراوي يجيب واما فعل الصحابة فقد حكاه الامام مالك فى الموطأ بلاغا صحيحا عندما ذكر اختلاف الصحابة فى مكان دفن النبى (ص) فقال كقال ناس يدفن عند المنبر ، وقال آخرون يدفن بالبقيع ،فجاء ابو بكر الصديق فقال :سمعت رسول الله يقول "مادفن نبى قط الا فى مكانه الذى توفى فيه ، فحفر له فيه . ودفن النبى فى حجرة السيدة عائشة حيث قبضت روحه الشريفة  واما دعوى الخصوصية فى ذلك للنبى فهى غير صحيحة لانها دعوى لا دليل عليها بل هى باطلة قطعا بدفن بدفن ابى بكر وعمر فى هذه الحجرة المتصلة بالمسجد . ومن اجماع الامة واقرار علمائها صلاة المسلمين سلفا وخلفا فى مسجد الرسول والمساجد التى بها اضرحة من غير نكير .

الجريدة الرسمية