زبيدة ثروت تكتب: أنا زبدة الطيبة البريئة
فى مجلة الكواكب عام 1959 كتبت الفنانة زبيدة ثروت ـــ رحلت فى مثل هذا اليوم 13 ديسمبر 2016ـــ مقالا قالت فيه : أنا زبيدة ثروت أو "زبدة" كما يحلو لكثيرين أن يدللونى ، حياتى صافية كصفاء السماء ، كصفاء المرآة ليست بها عقد او مطبات ، خالية من الحقد أو النفاق ، وقلبى الصغير يبتسم دائما ..لكنه لم يعرف الخفقان ، خفقان الحب لم يعرفه بعد ،
أنا أحب الله والناس ،أحب صوت الأطفال وهم يضحكون ، أحب الأمانة فى العمل والصراحة فى القول ، أحب الوحدة والمجتمع الصغير من الأصدقاء .وأحب الذهاب إلى السينما وحدى مع كيس اللب أو البندق .
أحب أن أعرف اذا كان الناس يحبونى أم لا ، يهمنى أن أعرف كل شيء عن الحاضر والمستقبل ، أحب أن أضحك على نفسى عندما ارتكب اى خطأ بدلا من أن اخبط رأسى فى الحيط . لا أحب البكاء أبدا ، أكره منظر الدموع، لكن دمعتى تكون على خدى فى حفلات الزفاف والأفراح والليالى الملاح ، وابكى عندما أرى طفلا يبكى وأبكى إذا رأيت طفلا مشردا فى الطريق أو شيخا عاجزا يمد يده .
عودت نفسى على الحلم وسعة الصدر وعندى نصيحة عزيزة أطبقها تقول (إياك والغضب فإنه يحوجك الى ذل الاعتذار ) ، لا أنسى اى شئيء، فلا اأسى وجها رأيته أو اسما سمعته من قبل ولا أنسى المواعيد ولا أنسى يوما سرقت فيه اصبع مستيكة وأنا صغيرة ولما اخبرت أمى أرغمتنى على إعادته إلى المحل .
تحية كاريوكا : "دخلت الفن مضطرة علشان أعيش”
اعترف بانى دائما ابتسم لكل من يكلمنى أو يضحك معى واعترف أنى أكره صوتى وأنا أغنى ، وأنا مخلصة إلى حد الغباء وفى بعض الأوقات أكون ثرثارة إلى حد كبير، واعترف أننى آكل لأعيش فقط ، وأنا أخاف من الظلام ولهذا أترك النور مضاء عندما أنام وأخاف من إشارات المرور الحمراء والصفراء ومن الانفجارات ولسعات النحل ومن صيحات المخرجين العصبيين .
أنا لست مسرفة فقد علمنى أهلى فى طفولتى قيمة القرش الابيض فى اليوم الأسود لكنى لست بخيلة على نفسى ولا على من يستحقون .
اعتز بكل شيء أحبه وبأهلى وأصدقائى وأشكر الله على الوطن الذى أعيش فيه وعلى حريتى وعلى نعمة السعادة وعلى عملى الذى يوفر لى كل مطالب الحياة .
هذه هى أنا زبدة أنا المظلومة فى دنيا الشائعات ، أنا الحائرة بين تيارات الأقوال ، أنا البريئة الطيبة نقية القلب والسريرة ، أنا التى تحب كل الناس وتتمنى لهم ان يعيشوا فى خير وسلام .