متصل يدعو لحرية الإلحاد.. وأمين الفتوى بالأزهر يرد (فيديو)
طالب متصل يدعى "عادل" من محافظة القاهرة، الي حرية الإلحاد، لافتًا إلي أنه يرى ضرورة أن يكون لكل شخص الحرية الكاملة فيما يعتقد سواء أكان مسلما أو مسيحيا أو ملحدار.
وأضاف "عادل"، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "أحلي كلام"، المذاع علي قناة "المحور"، أن هناك بعض الأشخاص الملحدين ليس لديهم أي ميول عدواني ضد الغير، لذلك لا يجب أن يتعرض لأذي نفسي، لافتًا إلي أنه يرى الإلحاد حرية شخصية لا دخل لشيخ أو فقيه بها-حسب قوله.
هل الإمعان في التأمل يقود إلى الإلحاد؟.. لجنة الفتوى تجيب (فيديو)
ورد قال الشيخ محمود هنداوي، أمين لجنة الفتوي بالأزهر الشريف، علي المكالمة التليفونية لـ"عادل"، إن قضية الإلحاد من قديم الأزل، وتصدى لها كثير من العلماء والمفكرين، مشيرًا إلي أن الخطير في الأمر قضية الإزدراء والاحتكار والتقليل من شأن الدين أو النماذج الدينية، مرفوض تمامًا دينيًا.
وتابع: "بالنسبة لحرية الفكر فهي مكفولة للجميع، ولكن يجب علي المجتمع والمؤسسات الدينية علي رأسها الأزهر أن تكون هناك حملات توعية للشباب".
وقال الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية- إن العدو المشترك للأديان هو الإلحاد ولابد من تكاتف أتباع الأديان للتصدي لهذا الخطر الداهم، مشيرا إن الشريعة الإسلامية أقرت الحرية الدينية للناس جميعًا حيث صرح القرآن الكريم بأن اختلاف الناس في معتقداتهم من سنن الله تعالى في خلقه كما في قولِه تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}.
وأضاف في بحث عرضه خلال جلسة "ميثاق حلف الفضول الجديد" بمنتدى تعزيز السلم المنعقد في أبوظبي أن هذا يقتضي ضرورة التعامل مع هذه السنة الإلهية الربانية بإيجابية لأنها تحمل في طياتها أبعادًا ومضامين تُنظِّم علاقة المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى، وهي تتجلى إجمالًا في الإقرار بوجود هذا النوع من الاختلاف وضرورة التعايش والتعاون والتكامل معه بما يحقق النفع للخلق واكتمال العمران في الدنيا.
المفتي: الإلحاد العدو المشترك للأديان.. والإسلام أقر الحرية الدينية للناس جميعا
وأوضح المفتي أن العيش المشترك بين المخالف في العقيدة لا يقتضي بالضرورة معاداة العقائد والأديان أو مخالفة أحكامها أو فصلها عن كيان الدولة أو تهميش دورها في الحياة، أو إزالة الفروق والتمايز بينها؛ وإنما يقصد به الاتحاد لإعمار الأرض، والتعاون في المتفق عليه انطلاقًا من القيم العليا المشتركة بين الناس.
وحول حماية دور العبادة أكد مفتي الجمهورية أن الشرع الشريف أَوْلَى إقامة دور العبادة وحمايتها عناية خاصة سواء في السِّلم أو الحرب، فأهميتها لا تقل عن الاهتمام بكيان الإنسان المادي، لكونها تمثل كيانه الحضاري والثقافي؛ كما في قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: 40-41].
وأضاف أن هذه الآية الكريمة ترسم الإطار العام لشخصية المسلم ومكونات عقله؛ فقد أشار الله تعالى فيها إلى أن المسلمين في مجتمعاتهم في كل حال عليهم التزام تفرضه حضارتهم المنبثقة عن مقاصد دينهم؛ أن يُعنوا بإقامة دور العبادة التي يتخذها أتباع كل دينٍ وملةٍ لممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية وحفظها من الهدم، وضمانًا لأمنها، وسلامة أصحابها.