"بتانة" تناقش كتاب "تاريخ آخر لمصر" لمحمد عفيفي (صور)
عقد منتدى مؤسسة بتانة الفكرى والأدبى والثقافى، مساء اليوم الخميس، ندوة لمناقشة وتوقيع كتاب "تاريخ آخر لمصر"، للدكتور والمؤرخ محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، وذلك بمقر دار بتانة للنشر والتوزيع، بعمارة يعقوبيان وسط القاهرة.
وشارك في المناقشة كل من الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، والدكتور أحمد زايد، كما أدار الندوة الشاعر شعبان يوسف، بحضور كوكبة من الكتاب والمثقفين.
دار الشروق تطرح الطبعة التاسعة من رواية "كل رجال الباشا" لخالد فهمي
وقال الدكتور عماد أبو غازي، إن محمد عفيفي سرد في كتابه الجديد، 60 عاما من تاريخ مصر الحديث بعين باحث، مضيفا أنه تناول التاريخ من مصادر غير تقليدية، كما هو حال المدرسة التاريخية المصرية، والتي في أغلبها تقف عند أسلوب مرحلة منتصف القرن العشرين وما بين الحربين العالميتين.
وأضاف "أبو غازي" إن الجزء الأخير من الكتاب يتضمن دراسة مهمة في تاريخ الفكر من خلال بحثين مرتبطين بطه حسين، مؤكدا أن الكتاب موجه للقارئ العام، وهي مدرسة مهمة في التأريخ.
وأشار الشاعر شعبان يوسف إلى إن الأدب ملهم للمؤرخ بحد ما، موضحا أن الكاتب تناول عدد من الأبحاث والنماذج لنجيب محفوظ، مؤكدا أن القارئ يخرج من الكتاب وهو جائع و متعطش للمعرفة أكثر، حيث أن الكتاب يعتبر بوابات للدخول لعالم البحث التاريخي في الأدب والسينما والموسيقى وغيرها.
ويطوف الدكتور محمد عفيفى في كتاب "تاريخ آخر لمصر"، بقارئه من المقدمة التي سماها «الرحلة»، بكل المؤثرات التي شكلت وعيه طفلًا ثم شابًا، وكيف أثرت في دراسته للتاريخ ونظرته له، وبعد ذلك يعرض لرحلته مع التاريخ منذ دخوله قسم التاريخ بكلية الآداب، جامعة عين شمس، وحتى لحظة كتابته هذا الكتاب، مرورًا بأهم المحطات والشخصيات التي أثرت في تكوينه، وبداية شغفه بالبحث عن المصادر غير التقليدية لكتابة التاريخ، ومحاولاته الدائمة كتابة تاريخ من لم يذكرهم التاريخ الرسمى
وفى أقسام الكتاب الخمسة، يقدم «عفيفى» تطبيقًا لكيفية استخدام المصادر غير التقليدية في كتابة ما أسماه «تاريخ الناس»، وجاء القسم الأول بعنوان «الأدب والتاريخ»، ويضم 3 دراسات، يوضح فيها كيف يمكن التعامل مع «النص الأدبى» كمصدر «تاريخى» على المؤرخ أن يتعامل معه بشكلٍ حتمى، إذا أراد التأريخ للفترة التاريخية التي يغطيها هذا النص، وقدم تطبيقًا لذلك على نماذج من روايات نجيب محفوظ، كالثلاثية، وأمام العرش، وكذلك كيفية الاستفادة بالروايات الأدبية عند التأريخ لمكانٍ ما وذلك بدراسة الروايات التي تناولت حى شبرا وكيفية الاستفادة منها.
كانت الموسيقى هي محور دراسات القسم الثانى من الكتاب، والمُعنون بـ«الموسيقى والتاريخ»، وضم أيضًا ثلاث دراسات، بدأها من مدخل التاريخ الاجتماعى للموسيقى في مصر، ودراسة الوسط الاجتماعى الذي تتعايش معه، وإبراز أهمية القضايا الاجتماعية والثقافية المتعلقة بأثر الموسيقى في المجتمع المصرى، وذلك بدايةً من اللقاء القلق بين الموسيقى الغربية والموسيقى الشرقية في مصر، وتطور تجليات هذا اللقاء الصعب في القرنين التاسع عشر والعشرين.
ثم يقدم دراسة للأغنية الوطنية وارتباطها الوثيق بظهور مفهوم الوطن والقومية، ويناقش قضية ما هي الأغنية الوطنية، وهل هي التي تتغنى بالوطن أم بالحاكم؟ ويتتبع ذلك منذ العصر الملكى وحتى ثورة 25 يناير، مع عرض لتطور السلام الوطنى وتغيراته عبر التاريخ ومدلولات تلك التغيرات، ويخصص «عفيفى» القسم الثالث من كتابه للحديث عن «الفلكلور والتاريخ»، وكيف يمكن أن يقدم الفلكلور صورة أخرى للتاريخ الحى، التاريخ الشعبى، ربما أكثر حيوية ومصداقية لما يمكن أن يقدمه «التاريخ الرسمى».
ولا يغفل «عفيفى» عن السينما، فجاء القسم الرابع من الكتاب عن «السينما والتاريخ»، وضم ثلاث دراسات ناقش فيها السينما كمصدر لكتابة التاريخ، وكيف تم استخدام الأفلام السينمائية لأغراضٍ سياسية، بدايةً منذ ظهورها في العصر الملكى وحتى سبعينيات القرن العشرين