بين احتياج الرعية وتحذير للمعارضين.. رسائل البابا تواضروس في قضية عيد الميلاد
علق قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على الرسالة التي وجهها نيافة الأنبا سيرابيون مطران لوس أنچلوس لكهنة إيبارشيته والخاصة بإقامة قداس عيد الميلاد يوم ٢٥ ديسمبر بالتزامن مع أعياد الكريسماس في الغرب.
وأكد البابا تواضروس على الكثيرين تحدثوا عبر الميديا، والبعض ظنوا أنفسهم رقباء على الكنيسة والمجمع المقدس، حتى أن بعض الكتابات تعدت حدود الأدب. وقال البابا «الرسالة هي أن احتفالنا كالمعتاد يوم ٢٩ كيهك ولكن لأن وردت شكاوى من بعض الأسر في أمريكا فقال نيافة أنبا سيرابيون أن يقام قداس احتفال بالعيد يوم ٢٥ ديسمبر وسط الصوم ويوم ٧ يناير وقال أن نصلي القداس دون كسر الصوم».
وأضاف البابا تواضروس أن الكنيسة عبر العصور تسدد احتياجا، فكان قديمًا القداس يصلى يوم الأحد لأن الناس كانت إجازاتهم يوم الأحد وعندما أصبحت الإجازات متنوعة أصبحت القداسات في كل وقت فهذا احتياج رعوي، كما أن صلوات الإكليل كانت تصلى في الصباح أثناء القداس وعندما وجدت الكنيسة أن هذا ليس عمليًا جعلت طقس الإكليل يصلى ليلًا بحسب ظروف الناس.
وتابع «نحن في مصر نصلي من أجل النيل ومن هاجروا يصلون من أجل النهر المتواجد عندهم وهنا نحن نصلي من أجل الزروع لأن كنيستنا مبنية على الزراعة ومن في الخارج يصلون من أجل المياه والمطر والينابيع والبحيرات، كل بلد لها احتياجها وهذه ضريبة امتداد الكنيسة للخارج. وأي تدبير رعوي يتم بين الأسقف والكهنة وبالتشاور مع البابا ليرى المناسب للشعب».
وأكد البابا تواضروس أن أساقفة الكنيسة هم حراس العقيدة والتقليد والطقس وهم منوط بهم إحداث أي تغيير وعدد الآباء في المجمع كبير وتوجد آراء نتناقش فيها. مشيرا إلى أن التدابير الطقسية التي تضعها الكنيسة لأجل الإنسان وليس العكس.
وكشف البابا تواضروس أن تمثيلية القيامة لم تكن موجودة في الكنيسة القبطية، لكن استعرتها إحدى الكنائس، فالطقس يتطور مع الزمن. وقال البابا "أعرف أن مطران لوس أنجلوس أصدر رسالة وليس بيان وهذه الرسالة بناء على تساؤلات قدمت من شعب إيبارشيته وهو التزم بتوصية المجمع أن المهجر عندما يواجه احتياجا رعويا يتناقش فيه ويرى كيف ينفذه، والبعض ظن أن العيد أصبح يوم ٢٥ ديسمبر وهذا جهل بالرسالة. الرسالة جاءت بناءً على ظروف لديهم. فهي توجيه اختياري فقط. هذا الاستثناء ليس بديلا عن ٢٩ كيهك وهذا ليس عاما في كل الكنائس ولكن في الكنائس التي تحتاج وهي ليست إجبارية وليست بها فكر دائم".
وأضاف: "الأقباط المهاجرون عاشوا بفكر الكنيسة ولكنْ الجيلان الثاني والثالث تزوجا جنسيات مختلفة وإذا وجدت هذه الظروف توجد هذه الاستثناءات، والرسالة عندما كتبها نيافته لم يكن فيها أي تعديل في أي عيد في الغرب ففي شهري ديسمبر ويناير الظروف الجوية تكون غير مواتية وتوجد ظروف لا نشعر بها".
واستنكر البابا تواضروس الهجوم الذي تبع رسالة مطران لوس أنجلوس، قائلا: "الشيء الغريب أن من تحدثوا لم يفوضهم أحد.. وأحدهم قال (لقد هالنا وهال الشعب القبطي كله) من فوضك لكي تتحدث باسم الشعب؟! أيها الحبيب "انظر الخشبة التي في عينيك" وأن تناسيت أنه توجد خشبة في عينيك، فكيف ترى؟».
وشدد على أنه ليس من الحكمة مناقشة هذه الأمور على الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، واقترح مناقشتها مع البطريرك والأساقفة، وأكد على فهم الموضوع قبل أن يتكلم أحد.