رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مرسوم ترامب.. اليهودية قومية !

المواطن العادي حين يسير بسيارته عكس الاتجاه، فمن شبه المؤكد أنه سيصطدم ويرتطم ويقتل أو يصاب، مع قليل من الحظ ! المواطن بدرجة رئيس مثل ترامب في الولايات المتحدة، يسير بالفعل عكس الاتجاه وفى كل اتجاه وعلى طرق سريعة مزدحمة تركض فيها العربات ركض النمور.. وهو يفعل ذلك، حتى قبل أن يصير رئيسا في اللحظة الأخيرة للقوة الكبرى فى العالم. ولا نتجاوز الحقيقة قط إن قلنا إن ترامب نفسه جاء رئيسا لهذه القوة العظمى عكس الاتجاه!

وما يفعله في السياسات الداخلية والخارجية هو أيضا عكس الاتجاه. أي السير في الممنوع أو الدخول فى شوارع مسدودة. هو الآن، في قفص الاتهام التحضيري، بسبب طلب خدمة شخصية من رئيس أوكرانيا، بأن يفضح نجل منافسه الديمقراطي جو بايدن، وكانت له قضية غاز فيها شبهة فساد في أوكرانيا، برأته المحكمة هناك.

ابتز ترامب رئيس أوكرانيا بالمعونات والدولارات، تزيد على ٤٠٠ مليون دولار، لم يلبث أن أقرها الكونجرس بعد إفشاء مخبر بالمخابرات المركزية محتوى المكالمة للصحافة الأمريكية.

عكس الاتجاه أيضا كانت معاملته للعرب في الشرق الأوسط، فهو أول من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو أول من اعتبر المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضي الفلسطينية المحتلة شرعية، وهو أول من ينفذ ما يسمى صفقة القرن، خطة غير معلنة لتعزيز أمن إسرائيل على حساب الأراضى العربية.

سيرة محارب.. أفضل كتاب لعام ٢٠١٩

ترامب جد لأطفال أبوهم يهودي، زوج ابنته جاريد كوشنر، مستشاره، ومبعوثه للشرق الأوسط، وبالتالي فكل ما يفعله، ترامب هو لحساب إسرائيل واليهود أولا. وهو حين دخل عكس الاتجاه في الشارع العربي لم يكترث أن اقتحم غرف نوم وأعراض الحقوق والشرف العربي.. لأن الأبواب مواربة أصلا، وداعية إن لم تكن مغوية!

وأمس، ومع حدة الحصار الديمقراطى لعزله ، بادر ترامب بسير مباغت داخل منطقة القوانين الأمريكية لحساب اليهود في أمريكا، فقد أصدر أمرا تنفيذيا باعتباراليهودية قومية، كما هي دينا بالطبع. والهدف من هذا المرسوم التنفيذي حماية المواطن اليهودي الأمريكي من معاداة السامية!

معاداة السامية في أمريكا الراكعة أساسا لليهود والصهاينة؟!

بالتحديد أكثر فإن هذا الأمر التنفيذي، سيوفر درع حماية قانونية للطلاب اليهود باعتبارهم قومية، ولأن قانون حملية الحقوق المدنية يحظر العنصرية على أساس اللون والعرق والدين، ولم يحظرها على أساس القومية. بالتالي ستعاقب كل جامعة يلقى فيها الطلاب اليهود معاملة معادية للسامية.

كم من القرارات تصدر عن هذه الإدارة لحساب إسرائيل واليهود، لكن الغريب حقا نمو مشاعر العداء للسامية، ليس فقط في أوروبا، بل أيضا في الولايات المتحدة. المقال الأخير للكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان، ترجمه بحرفية ودقة الإعلامي المصري المقيم في الولايات المتحدة عباس متولى، يمكن أن يفسر الكثير من سياسة ترامب التصادمية. كتب فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز، وهنا أنقل عن عباس متولى:

"رفض (ترامب) تسليم أي من الوثائق التى طلبها الكونجرس، ومنع جميع مساعديه الرئيسيين الذين عرفوا بما حدث (المكالمة مع رئيس أوكرانيا طالبا فضح ابن منافسه بايدن) من الإدلاء بشهاداتهم، فكأنما نقول إن الرئيس فوق القانون ولم يعد لدينا فصل للسلطات وأن رئيسنا أصبح الآن ملكا"!

التغيير والتحذير: أتوقع وأتمنى!

رئيس شعبوى اختاره الشعبويون حقق نجاحا فى الاقتصاد، وأمنا لاسرائيل، وتمكن من نقل مليارات من أموال العرب الى ماكينة الاقتصاد الأمريكي، لكن رصيده في استطلاعات الرأي يتراجع.

وهذه من أعجب المفارقات فى الحياة السياسية الأمريكية . فالدولار هو الزعيم .وهو الصاروخ الحامل لمن يحقق قوة للدولار. فعلها ترامب لكن الثمار لا تتجه لصالحه.. سنرى.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية