رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: البوسطجي والعم زوربا

محمود السعدني
محمود السعدني

فى مجلة صباح الخير عام 1968 كتب الكاتب الساخر محمود السعدنى مقالا يتهم فيه صانعى فيلم "البوسطجى" باقتباسه من فيلم "زوربا"  قال فيه: أفلامنا جميعا مجرد حواديت كما حواديت أمنا الغولة، وأبطالها جميعا يسلكون ثلاث سكك لا غير .. سكة السلامة وسكة الندامة وسكة اللى يروح ولا يرجعش،.. وهى غالبا قصة صراع بين امرأة بيضاء كالبفتة، ورجل شرير كالشيطان، أو امرأة شريرة كالذئبة، ورجل طيب كعمنا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

لذلك هى كلها ساذجة، كلها هايفة تافهة وكلها بنت ستين كلب لذلك يظهر فيلم "البوسطجى" كالخيارة وسط حقل الفجل، وهى محاولة تثبت أننا نستطيع أن نصنع أفلاما خيرا من التى صنعناها وأنه لا ينقص أفلامنا إلا بعض العقول التى تفكر وبعض الأفكار التى خرجت من عقول. رغم تأثير فيلم "زوربا" على كاتب السيناريو، ورغم بعض الأخطاء فى اختيار الممثلين، ورغم التلفيق فى الحوادث إلا أنه فيلم طيب وبشرة خير تؤكد أننا كسبنا مخرجا طيبا هو حسين كمال وكاتب سيناريو ممتاز هو صبرى موسى، ونجمة سيصبح لها مكانة مرموقة فى المستقبل هى زيزى مصطفى لو اهتمت بتخفيض وزنها حفنة أقات.. فقد كانت سمينة ومربربة ومدهنة على رأى عمنا الشيخ سيد. أما الأخطاء فى التأليف فأبرزها أن الرجل فى الصعيد لا يقتل ابنته بمجرد أن يضع يدها على بطنها، لكنه الرجل فى الصعيد يقتل ابنته إذا أشيع عنها فضيحة وذاعت فى القرية. أيضا منظر صلاح منصور وهو يحمل ابنته القتيلة ويسير وسط جموع الفلاحين، وهى حركة سينمائية أكثر من اللازم، وكذلك رجم البنت الغجرية بالطوب هو منظر منقول بالكربون من فيلم العم زوربا.  

 

 

بعض الأساتذة الكبار صلاح منصور وشكرى سرحان وعبد الغنى قمر فقد أعجبنى بشدة صلاح مصطفى البارد الأبله وناهد سمير العظيمة وأيضا سهير المرشدى.

"الإسكندرية للفيلم القصير" يشكر خالد عبد الجليل على دعمه

وفى النهاية نقول إن البوسطجى فيلم نظيف تستطيع أن يتعلم منه الأساتذة الكبار المخرجون حسام الدين مصطفى وحسن الإمام مصطفى ومحمود ذو الفقار مصطفى وحلمى حليم مصطفى ..إلى آخر عائلة مصطفى التى احترفت الإخراج وإخراج المتفرجين. 

الجريدة الرسمية