حكم قطيعة الأرحام وعدم زيارة الأقارب.. داعية أزهري يجيب
تعد صلة الرحم من أهم الأمور التي حثنا عليها الدين الإسلامي في الكتاب والسنة، فهي من أعظم وسائل القرب إلى الله سبحانه وتعالى، وهي تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} وفي السنة النبوية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلني وصله اللهُ، ومَن قطعني قطعه اللهُ».
وفي هذا الصدد يقول الشيخ حازم جلال، إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى: إن صلة الرحم حق طوقه الله، عز وجل، الأعناق، وواجب أثقل الله به الكواهل، وأشغل به الهمم، وقد أكد الله (عز وجل) على صلة الأرحام وأمر بها في مواضِع كثيرة من كتابه الكريم، قال تعالى: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا” .
ولعظم منزلتها حث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم، فقال: (أيها الناس: أفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناسُ نِيام؛ تدخُلُوا الجنةَ بسلامٍ) ، وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن لصلة الرحم ثوابًا عظيمًا في الدنيا والآخرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ) ، وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم: “إن اللهَ ليُعمِّر بالقوم الديارَ، ويُثمِّرُ لهم الأموال، وما نظرَ إليهم منذ خلقَهم بُغضًا لهم” ، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: “بصِلَتهم أرحامهم”؟.
مكانة أهل العلم في القرآن والسنة
وأشار "جلال": أن قطيعة الرحم شؤم في الدنيا، وضيق في الصدر، وبغض في قلوب الخلق، وكراهة في القربَى، فعقوبتها أليمة في الآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلقَ الخلقَ حتى إذا فرغَ منهم قامَت الرَّحِم فقالت: هذا مقامُ العائِذِ بك من القَطيعة، قال الله: نعم، أما ترضَين أن أصِلَ من وصَلَكِ، وأقطعَ من قطعَكِ؟! قالت: بلى، قال: فذاك لك، ثم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شِئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ.