أموال الكنيسة في خدمة الشعب المسيحي .. 30 % من ميزانيتها للفقراء والمساكين .."باسورد" لمواجهة الخداع والتحايل
يحتل الفقراء مرتبة متقدمة في اهتمامات الكنيسة، خاصة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الذي يولي اهتماما خاصا بالبسطاء، منذ أن كان أسقفا بالبحيرة، وهو ما يفسر الاجتماعات والمشروعات التي تطلقها الكنيسة من وقت لآخر، ووصل البابا تواضروس إلى كرسي مارمرقس محملا بهموم الفقراء، لذا وضع منظومة تدعى «سكرتيرة الرعاية الاجتماعية»، وضع من خلالها خطة تستمر لخمس سنوات، تعمل على خدمة الفقراء بطريقة منظمة عن طريق صدق المعلومات والبيانات، وصدق العلاقات، وصدق العطية، وعقد البابا تواضروس الثاني، مؤخرا بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، اللقاء السنوي السادس مع أساقفة الوجه القبلي والآباء الكهنة المسؤولين عن خدمة أخوة الرب، أو كما يعرفون بفقراء الأقباط.
حضر اللقاء من الآباء أساقفة الوجه القبلي، أصحاب النيافة: الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي والأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين والأنبا أغابيوس أسقف ديرمواس ودلجا والأنبا يوأنس أسقف أسيوط والأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا والأنبا بيجول أسقف ورئيس الدير المحرق والأنبا أرسانيوس أسقف الوادي الجديد والواحات، كما حضر نيافة الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية، ولفيف من الآباء كهنة الوجه القبلي والقمص بيشوي شارل سكرتير قداسة البابا لخدمة الرعاية الاجتماعية.
30 % من ميزانية
البابا دائما ما يؤكد أن قضية الفقر تشغل بال الكنيسة، ويرى أن الفقر يبدأ من الفكر إلى القلب وأخيرا اليد، لذا قرر تخصيص 30% من ميزانية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لدعم الفقراء والمساكين، ويفسر البابا الفقر أنه «ضعف»، سواء في التصرف أو إدارة أمور الحياة، ويرى بطريرك الكنيسة أن الفقراء هم المهمشين أو الذين يعيشون على حافة الحياة، والخطر ليس في فقرهم لكن في تبعات ذلك من تواكل وسلبية تقودهم إلى كسل، والأخطر هو توريث الفقر، ويرى البابا تواضروس الثاني، الطريقة التي تدار بها خدمة إخوة الرب- «الفقراء»-، مجالا مهما ومعبر اعن حقيقة الخدمة في الكنيسة،وأوضح أنه وضع خطة لمنظومة الرعاية الاجتماعية، لمدة خمس سنوات، بدأت بالقاهرة متجه إلى الوجه القبلي مرورا بالوجه البحري.
الرعاية الاجتماعية
وأوضح أن الرعاية الاجتماعية، تسير وفق منظومة إلكترونية موضوعة مسبقا، تبدأ بالتسجيل من خلال الرقم القومي، بحيث يكون لكل كنيسة «باسورد»، خاص بإخوة الرب لديها، هذا بخلاف الـ«باسورد»، الخاص بالأسقف، وآخر خاص بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة يجب أن تخدم الجميع في مجالات متعددة، لكن استخدام الرقم القومي يهدف للحماية من الخداع، والتحايل، وهو ما أسهم في توفير 25 % من الاحتياجات كانت مهدرة، وكشف أن كل طالب للخدمة يسجل بياناته بحيث لا يستطيع الحصول على الخدمة من مكان آخر، مشيرا إلى مرور ثلاث سنوات من تقديم الخدمة، وفي السنة الرابعة سيتم التنسيق مع الجمعيات التي تعمل في هذا المجال، أما السنة الخامسة فسيتم التنسيق مع كل الهيئات التي تدعم إخوة الرب من خارج مصر.
أوضح أن الرعاية الاجتماعية يشارك فيها أكثر من 600 كاهن على مستوى الجمهورية، وتمارس الكنيسة دورها الاجتماعي وفق الآلية التي وضعها البابا تواضروس، عندما أعلن أن "الكنيسة إحدى مؤسسات الدولة"، مشيرا إلى أنها ليست فقط مكانا للصلاة، وإنما خرجت للشارع لتتفاعل مع احتياجات شعبها، وتعمل على سداد متطلباتهم، وقال البابا تواضروس إن الكنيسة تعمل بنظام التكافل سواء على مستوى الأفراد أو الكنائس وتوجد ايبارشيات تعطي عشورها للأخرى الفقيرة: «هذا النظام يوجد في أماكن كثيرة والكنيسة بها هذا النظام التكافلي سواء على مستوى أفراد أو كنائس وتوجد إيبارشيات تعطي عشورها للأخرى الفقيرة ويوجد هذا النظام والخدمة تتم فيه»، كما تقدم الكنيسة العديد من الخدمات الاجتماعية، ويوما بعد الآخر تتوسع في مجالات الرعاية، خاصة التعليم والصحة والتربية الكنسية.
بيت حسدا
وفي إطار خدمة الكنيسة افتتح الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الشمالية، دار "بيت حسدا" لرعاية كبار السن بشبرا، وهو مجهز بتجهيزات مميزة في الإقامة والإعاشة، وبه إشراف طبي ومتاح لإقامة ورعاية كبار السن من الجنسين، كما تولي الكنيسة اهتماما كبيرا باليتيم، حيث يستقبل دير القديس الأنبا أبرآم باليوم العشرات من الأطفال الأيتام، من المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وقال البابا تواضروس: إن الكنيسة تخدم المجتمع دون النظر لأي اعتبار آخر، مشيرا إلى أن الرعاية الاجتماعية لكي تنجح تحتاج لأن يتخلى الإنسان عن ذاته،ومن أمثلة الرعاية الاجتماعية قامت إيبارشية وسط القاهرة، بإنجاز وتنفيذ وتصنيع ٤٠٠٠ عبوة بها مواد غذائية، ١٢٠ سريرا، ٢٠٠ (طبلية)، ١٠٠ مكتب، ٣٠٠٠ قطعة ملابس، ٦٠٠ شنطة مستلزمات عناية شخصية للأطفال، وذلك لخدمة نحو ٥٠٠٠ أسرة تعيش تحت خط الفقر بقري الصعيد والبحيرة، وتختلف طرق إدارة موارد الكنيسة المالية، من كنيسة إلى أخرى، ومن زمن إلى آخر، ففي الستينيات اشترك القمص بيشوي كامل في مؤتمر عن "نظرة الكنيسة للمال"، وفي إحدى الجلسات عُرض سؤال عن موقف الكنيسة من المال، وقال راعي إحدى الكنائس السويدية: "ليست لنا مشكلة في أن الكنيسة أنشأت بنكًا باسمها، وهو ينفق عليها".
فيما قال القمص بيشوي كامل: "كنيستنا في مصر تعيش على طبق يُجمع من الشعب، وتسدد كل التزامات الكنيسة والكهنة والعاملين فيها"، وتعددت الجمعيات التي تخدم الفقراء ومن أهمها «أسقفية الخدمات، الراعي وأم النور، الأنبا آبرام بكندا، الأنبا آبرام مارمرقس كليوباترا، خدمة الأنبا آبرام (أبونا إنسطاسي)، جمعية الأنبا موسى بكندا، سانت مارك مانشستر، سانت مينا القاهرة، love & hope أمريكا، copt finders سيدني، سانت فيرينا أمريكا، Coptic orphans أمريكا، برنامج "أين أنت" (المتنيح الدكتور ثروت باسيلي».
ظام إلكترونى
وقال القمص بيشوى شارل سكرتير البابا للرعاية الاجتماعية، إن الكنيسة تعمل وفق نظام إلكترونى يحصر أعداد الاقباط المحتاجين وحالاتهم واحتياجاتهم ويوزع موارد الكنائس حسب تلك الإحصائيات،وهو ما يضمن وضع عائلات الرعاية الاجتماعية أو إخوة الرب على قاعدة بيانات موحدة قوامها وأساسها الرقم القومى للفرد، مع الالتزام بقاعدة البيانات، وأوضح سكرتير البابا أن الكنيسة تعطي من خلال البرنامج كل السائلين، كلا حسب حاجته واهميتها بالنسبة له، مع تطبيق نظام موحد يضمن تقديم كافة أنواع العطايا والمعونات، وبحث الحالة يوضح الإصابة بالأمراض، وطبيعة المؤهلات أو الحرف وعدد العاطلين في الأسرة، كما نقدم الأدوية للمرضى ونوفر فرص عمل للعاطلين، وأشار إلى تطبيق نظام استمارة طلب المساعدة والتي توزع على كافة الإيبراشيات تملأ فيها البيانات برقم الأسرة والرقم القومى والكنيسة التابعة وحجم المساعدة ويسمى نموذج طلب المساعدة ومن الممكن أن يطلب السائل نقدا أو دواء أو وظيفة.
نقلا عن العدد الورقي..