"أويمياكون" أبرد مكان على سطح الأرض .. والنهار 3 ساعات فقط
أكد المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أنه مع اقتراب الانقلاب الشتوي 2019 في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يبدأ الحديث عن تدني درجات الحرارة والأجواء الباردة التي تصل الى ما دون الصفر المئوي في بعض المواقع ،لافتا إلى أن " أويمياكون" الروسية ابرد مكان يعيش فيه البشر على كوكب الأرض.
وأضاف رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن "أويمياكون" مدينة صغيرة تقع في قلب سيبيريا، على بعد 350 كيلومتراً فقط من القطب الشمالي، موضحا أنه خلال الشتاء يواجه السكان مشاكل عديدة بسبب شدّة الصقيع وموجات الثلج ، إلا أنهم يواصلون حياتهم بشكل عادي، ولا رغبة لديهم في مغادرة المدينة .
سلوك غامض لكوكب بينو يهدد الارض
وقال إن كلمة "أويمياكون" تعنى باللغة الروسية، المياه التي لا تتجمد، نسبة إلى ينبوع ساخن يقع بالقرب من المدينة، فالماء لا يتجمد هناك حتى عندما تصل درجة الحرارة في الخارج إلى الستين درجة تحت الصفر،وذلك لأن الأرض في هذه المنطقة متجمدة إلى مدى بعيد داخل القشرة الأرضية حتى عمق 1500 مترا وبالتالي يزداد حجمها وتتمدد مما يسبب اندفاع الماء من الأعماق إلى السطح.
وأوضح أن المدينة سجلت أدنى درجة حرارة على الإطلاق في عام 1924 حيث وصلت درجة الحرارة الى 71.2 درجة مئوية تحت الصفر، وفي عام 1933م وصلت درجة الحرارة 67.7 درجة مئوية تحت الصفر، وهي درجات حرارة جعلت منها أبرد مدينة مأهولة على وجه الأرض، حيث تشهد سبع أشهر شتوية من السنة، تبقى فيها درجة الحرارة دون الصفر المئوي.
وأضاف أن بقية أشهر السنة فهي عبارة عن صيف دافيء نوعًا ما، وبسبب عمليات التبخر للثلوج المكدسة يكون الصيف في هذه القرية أكثر رطوبة من الشتاء، في الشتاء يكون طول النهار 3 ساعات فقط، أما في الصيف فيصل طوله الى 12 ساعة.
وأوضح أن سُكان المنطقة يعانون من تجمد الأطعمة بشكل دائم، ومن أبرز المشاكل أيضا أنه في حال خروج أحدهم واضعاً نظاراته، قد يلتصق على أنفه بسبب الطقس الجليدي، وإذا لم يتم وضع غطاء للسيارات عند ركنها، يصبح من المستحيل تشغيلها، ولا يمكن للسيارات أن تركن إلا في كراجات مدفأة، أما السيارات التي تكون في الخارج فعليها أن تبقى تعمل، وإلا سيمنع البرد عودتها للحياة.
وأكد أنه للحفاظ على المياه الساخنة المتدفقة إلى المنازل، تشعل محطة توليد الكهرباء المحلية، الفحم، وعندما تتأخر شحنات الفحم تستخدم الحطب، وفي حالات أنقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر عادة لخمس ساعات، تتجمد الأنابيب وتتشقق، كما يتجمد الحبر داخل الأقلام الأمر الذي يجعلها تتوقف عن الكتابة.
ويحاول سكّانها التحايل على موجات الصقيع القاتلة، عبر شرب (روسكي شاي)، وهو شاي روسي يساهم بتخفيف وطأة البرد القارس، ويتناوله سكان أويمياكون، إضافة الى المشروبات الروحية.
وفى الوقت الذى تتسبب موجة الثلوج التي تجتاح أوروبا الغربية في إغلاق المدارس لعدة أيام، لا تغلق مدرسة (أويمياكون) الوحيدة إلا عندما تصل درجات الحرارة إلى 52 تحت الصفر .