رئيس التحرير
عصام كامل

مصالحة لم تتم !

انفضت القمة الخليجية التى عقدت فى الرياض دون أن تتم المصالحة الخليجية مع قطر التى لم يكف الحديث عنها منذ عدة أسابيع مضت .. حضرت قطر القمة ولكن المصالحة لم تحضر.. وتعددت الاجتهادات فى تفسير ذلك، منها أن أمير قطر لم يستجب لدعوة خادم الحرمين للمشاركة فى القمة بنفسه، وأوفد رئيس حكومته دون أن يرسل معه تفويضا للتوصل إلى هذه المصالحة التى كان يترقبها البعض.
 
 
ومنها أيضا أن قطر ما زالت تراوغ وترفض الاستجابة لطلبات دول المقاطعة الأربعة لها، والتى ما زالت تتمسك بها لتحقيق هذه المصالحة مع قطر كما كشف ذلك وزير الخارجية البحريني.. ومنها كذلك أن المصالحة تحتاج لوقت وجهد أكبر تقوم به الكويت، كما قال وزير الخارجية السعودي، أى إنها لم تكن جاهزة للإعلان عنها في قمة الرياض.
 
 
وأيا كانت الأسباب والتفسيرات فالحادث أن المصالحة مع قطر لم تنته، وتتم رغم مشاركة  قطر فى قمة الرياض، ورغم وجود رغبة خليجية فى حدوث هده المصالحة، لوقف ارتماء قطر في أحضان دول تنتهج سياسات معادية للمصالح العربية، مثل إيران وتركيا.
 
 
 
 
فمازالت قطر، رغم تراجع استهداف قناة الجزيرة للسعودية ومشاركتها فى القمة الخليجية ترعى الإخوان وتدعمهم وتساندهم، بالملاذ الآمن والتمويل والغطاء السياسى، وما زالت أيضا تنتهج سياسات وتقوم بأعمال تنال وتضر بالأمن القومي العربي، سواء فى سوريا أو ليبيا أو بعلاقاتها الداعمة لسياسات قوى إقليمية متناقضة مع المصالح العربية.
 
 
والأغلب أن هذه المصالحة مع قطر ليست قريبة أو فى متناول اليد ما دامت قطر تفعل ذلك، وتصر عليه كما بدا من تصريحات وزير الخارجية القطرى، قبل ذهابه للرياض للمشاركة فى التحضير مع زملائه وزراء الدول الخليجية للتحضير للقمة الخليجية، وهي التصريحات التى تحدث فيها عن أن الوقت تجاوز الحديث عن مطالب دول المقاطعة لها.. أى إنها تطلب مصالحة تسمح لها باستمرار تآمرها على هذه الدول.
  
الجريدة الرسمية