ندوة "آثار النوبة" بالأعلى للثقافة توصي بإنشاء وزارة للشئون الأفريقية
أوصت مناقشات ندوة آثار النوبة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة بضرورة إنشاء وزارة للشئون الأفريقية على أن يكون لأهل النوبة دور فعال فيها نتيجة التقارب الثقافي بين الثقافة النوبية والثقافة الأفريقية، مما يسهم في بناء علاقات اقتصادية وثقافية بدول أفريقيا، وخاصة دول حوض النيل.
وطالبت الندوة التي عقدت برئاسة برئاسة الدكتور عبد الحليم نور الدين؛ أستاذ الآثار المصرية القديمة ورئيس لجنة الآثار بالمجلس، بإنشاء فرع لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بأسوان، تكون ضمن تخصصاته حضارة النوبة، بالإضافة إلى تطوير متحف النوبة.
وأكد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، في تصريح له أمس الثلاثاء، أنه تم خلال فعاليات الندوة الإعلان عن المجهودات التي تقوم بها اللجنة التابعة لوزارة التربية والتعليم برئاسة الدكتور عبد الحليم نور الدين، والخاصة بإعادة كتابة تاريخ النوبة، لتكون كتبًا مقررة في المدارس من الابتدائي حتى الثانوي، مشيرًا إلى أن اللجنة تضم في عضويتها أساتذة متخصصون في آثار النوبة منذ ما قبل التاريخ، مرورًا بالآثار المصرية القديمة والآثار المسيحية والإسلامية، ومن المنتظر أن تقرر تلك المناهج على المدارس بداية من العام القادم.
وقال: إن توصيات الندوة أكدت أهمية دعم حق النوبيين في العودة لقراهم وإحياء تراثهم وثقافتهم، حيث عانى النوبيون من مخطط الاستعمار الإنجليزي بعمل منطقة عازلة من أسوان حتى خط عرض 22، ودمرت عشر قرى نوبية بعد بناء خزان أسوان عام 1902، وتشرد النوبيون، ودمرت قراهم عند التعلية الثانية لخزان أسوان عام 1932، وبهذا تحقق للمستعمر تفريغ وإخلاء المنطقة من أسوان حتى أدندان جنوبا.
وأضاف أنه في عام 1901 صدر قرار بحرمان أهل النوبة من تعلم القراءة والكتابة، وعدم دخولهم الجيش، ورغم ذلك تحدى أهل النوبة المستعمر وأنشئوا مدرسة لتعليم أبناء النوبة لمقاومة الإنجليز، كما تهجر النوبيون بعد بناء السد العالي عام 1963 لأرض جرداء تبعد عن النيل 50 كيلومترًا، ورغم ذلك حافظوا على ثقافتهم وتراثهم وفنونهم ولغتهم المنطوقة.
وتضمنت الندوة إلقاء محاضرة للدكتور عمر صابر عبد الجليل حول المسألة النوبية المعاصرة وتأثيرها على آثار النوبة، بينما تحدث الدكتور زكريا رجب عن البعد الثقافي والاجتماعي للنوبة، واستعرض الدكتور كرم الصاوي النوبة في العصر الإسلامي، وتناول الدكتور عاطف نجيب في محاضرته التصوير الجداري في النوبة المسيحية.
وشارك في المناقشات نخبة من الخبراء والمتخصصين وعدد من أهالي النوبة ومن بينهم سمير العربي المنسق العام للشعوب الأصلية، وفوزي صالح رئيس المجلس الاستشاري الأعلى للمجمعات والهيئات النوبية بالقاهرة.