إذا كان الرزق مقدرا فلماذا العمل والسعى؟.. تعرف على رأي الشعراوي
يشغل الناس فى الدنيا فى جميع أنحاء الأرض الحديث عن الرزق، بل يكاد يكون هو همهم الأكبر ، ويتساءل الناس ما دام الرزق مقدرا ومكتوبا ولكل إنسان رزقه فلماذا نعمل ونتعب أنفسنا فى قضية الرزق ؟
يرى الكثير من المستشرقون فى هذا التواكل هو أحد أسباب تأخر الدولة الاسلامية حيث لا يأخذ العمل جديته ومقاييسه الدنيوية.
اذا كان الرزق مقدرا فلماذا العمل والسعى / يقول فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى إنه مادامت الدنيا هذا أملها المحدود فلا يجب أن نعطيها فوق طاقتها ..نعمل العمل ولا نطلب إلا الثواب من الله . إن الإنسان فيه أشياء لا دخل له فيها ، وأشياء أخرى تخضع للاختبار ..فمثلا نمو الإنسان كونه يولد طفلا ثم ينمو شابا ثم رجلا ثم دور الكهولة حتى يأتى قدره ..مشكلة لا دخل للإنسان فيها ،فهو لا ينمو باختياره ولا يستطيع مثلا أن يوقف نموه . ثم يأتى بعد ذلك ما يحدث للإنسان فى حياته ..وهذا نوعان :نوع يأتى من خارجه ..وهو قدر الله فيه لا يستطيع أن يوقفه او يتحكم فيه ومثل ذلك يكون الإنسان يعمل فى مصنع مثلا ثم يفقد وظيفته لأن الشركة أفلست او استغنى عن بعض الموظفين . وهناك الجزء الاختيارى الذى لإرادة الإنسان دخل فيه وهذا له قوانين وضعها الحق سبحانه وتعالى فالذى يعمل يحصل على نتيجة عمله ، وكل عمل له أجر ومقابل .ورزقك لابد أنه آتيك .
هل الضغوط النفسية مبرر للانتحار؟.. الأزهر للفتوى يجيب
اذا كان الرزق مقدرا فلماذا العمل والسعى / كل الرزق موجود فى الأرض المهم أن تصل إليه أما الذين يقولون التوكل إنما هم الذين يريدون أن يفروا من كل عمل يورثهم تعبا ..أما كل عمل يورثهم لذة فلا يؤمنون بالتواكل فيه ، فمثلا لماذا لا يتوكل حتى يدخل الطعام إلى بطنه دون أن يبذل اى جهد فهو يتناول ويمضغ حتى يشبع جوعه ..إذن أنت تتوكل فيما يتطلب منك مجهودا ، أما فيما يحقق اللذة فقد فعلت ومن هنا فإن الله تعالى يوفر لنا أسباب الرزق كلها ، تماما كما يقول الرجل لزوجته كل ما تحتاجينه موجود بالبيت وعليك إعداده ..إلا أنه يجب أن نحدد أولا معنى كلمة الرزق .
إذا كان الرزق مقدرا فلماذا العمل والسعى / الرزق تنتظر حتى يصلك حلالا فوصل إليك عن طريق الحرام وأنت ستأخذه ، سيصلك الرزق حتما لكنك تعجلت واغتصبته مثلا ، ولو لم ترتكب الذنب لكان قد وصل إليك حلالا ، فالله تعالى يبين لنا أن الأسباب لا نملكها وانه هو الذى يقرر الأسباب حتى لا تفهم أن عملك هو الذى يرزقك، ولكن عملك هو يساعدك فى الوصول إليه .
اذا كان الرزق مقدرا فلماذا العمل والسعى / ففى الحج عند السعى مثلا حين ترك إبراهيم زوجته وابنه الوليد فى مكان ليس فيه ماء ولما سألته :أنت تفعل ذلك بأمر الله أم بأمرك أنت؟ فلما قال لها انه بأمر الله ، قالت اذا لايضيعنا ..فهى آمنت بانه مادام امر الله فان الله اعد مخرجا . لكن هنا هل منعها ايمانها من ان تسعى للبحث عن الماء لابنها العطشان فذهبت إلى الجبال من ناحية الصفا ومن ناحية المروة للبحث عن الماء أكثر من مرة ولولا تعبت لواصلت السعى ..فهى لم تضيع الأسباب ،فأوجد الله لها مخرجا . ومن هنا فالتوكل هو عمل القلب وليس عمل الجوارح والناس تأخذ التوكل على أنه عمل الجوارح.