نجيب محفوظ: توقفت عن الكتابة السينمائية بسبب الرقابة
تحل اليوم ذكرى ميلاد عميد الرواية وأديب نوبل نجيب محفوظ الذي ولد فى 11 ديسمبرعام 1911، ورحل 2006،عمل بعد تخرجه من قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة في وزارة الأوقاف، ثم انتقل إلى العمل مديرا للرقابة على الأفلام بشرط ألا يكتب سيناريوهات للسينما، لينتدب مع الرقابة مديرا لمؤسسة دعم السينما.
وفي حوار أجراه الصحفي محمد تبارك عام 1960 مع الأديب نجيب محفوظ ونشرته مجلة "آخر ساعة " فور انتدابه مديرا لمؤسسة السينما:
سأله: كم من الوقت أمضيت في عملك مديرا للرقابة؟ قال: أحد عشر شهرا وأربعة أيام. سأله: ماذا استفادت منك السينما هذه المدة؟ قال: عدم الكتابة لها والتوقف عن كتابة السيناريوهات، وأنا ما زلت على الدرجة الثانية الوظيفية.
سأله: هل لو خرجت من الوظيفة ستعود إلى الكتابة السينمائية؟ قال: لن أعود إليها أبدا مهما حدث، لقد هجرتها وقطعت كل صلاتي بها، ولن تتجدد هذه الصلة يوما ما، فأنا أديب قصاص مكاني الطبيعي فى المكتب وعلى الورق، أكتب ما أحس به ليصل لكل الناس، أما السينما فكما قلت ليس لي مكان فيها.. إنني أتمنى على الله أن يحفظ لي حيويتي ونشاطي لأسخرهما للأدب وحده. سأله: ومن أين تأتي بالمال إذا لم تكن هناك رواية لك؟ قال: أنا قانع ببدلة للشتاء وبدلة للصيف وكتاب أقرؤه، وقد تحسنت صحتي بعد أن ابتعدت عن العمل في السينما والتفرغ للكتابة، وقد قربت على الانتهاء من قصة طويلة اسمها (أولاد حارتنا)
"الكلام المحفوظي.. اللغة وتحولات الخطاب" ضمن احتفالية الأديب العالمي بالأعلى للثقافة
سأله تبارك: ما رأيك فى مستوى الأفلام العربية الآن؟ قال: هناك نوع من الأفلام يعالج مشاكل جديدة وبإخلاص، وهي تحتل نسبة 10% من الأفلام المنتجة، وهناك أفلام تعالج قضايا الحب والزواج وموت الشرير، والنوع الثالث يعالج موضوعات جنسية وموقف الرقابة منها الحذر والتشدد، وليس هذا محافظة على الأخلاق فحسب ولكن ارتفاعا بالفن بعيدا عن التجارة. سأله: وما رأيك في الأفلام المأخوذة عن قصص أجنبية؟ قال: الاقتباس يسير هذه الأيام بسرعة مذهلة ومزعجة وكثيرا ما أرى الفيلم الأفرنجي بعد شهور يقدم من جديد باسم فيلم عربي، وأنا كمدير للرقابة كنت أطالب بكتابة اسم المؤلف الأصلي للقصة، والأمل معقود على مؤسسة السينما لحل مشكلة الاقتباس. كم ساعة فى اليوم كنت تقضيها في مشاهدة الافلام؟ قال: ثلاث ساعات يوميا. سأله: كم كلفتك مدة عملك بالرقابة؟ قال: “ما تعدش عدد الساعات التى أهدرت أمام الافلام، 4 نظارات نظر، و40 سيجارة و15 فنجان قهوة يوميا”.