رئيس التحرير
عصام كامل

أنا رئيسكم الأعلى


كلمة قالها فرعون لشعب مصر ويرددها الآن الرئيس محمد مرسى الذى وصل إلى سدة الحكم بالعزف على وتر الدين ليصفق له مريدوه من جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب تيار الإسلام السياسى، الرئيس المدنى المنتخب الذى حصن نفسه من السؤال والحساب ليتربع على عرش مصر كان يريد أن يقول له كل الشعب المصرى "سمعنا وأطعنا" وكأنه الإله المقدس الذى يتحكم فى مصائر الناس فيعز من يشاء ويذل من يشاء.


لكن الحقيقة المؤكدة التى لا تقبل الشك أن هذا الشعب المصرى الأبى الثائر الذى يفضل الكرامة والحرية انتفض رافضا كل محاولات جماعة الإخوان المسلمين السطوة على ثورته المجيدة التى دفع ثمنها غاليا فى الوقت الذى كانت تمتدح فيه قيادات الجماعة للرئيس السابق مبارك ورجاله معلنين أنهم لن يشاركوا فى مظاهرات الغضب الشعبى فى 25 يناير.

الرئيس مرسى الوحيد الذى "لا ينطق عن الهوى" والمؤيد من الله كما يدعى أنصاره، نسى كيف أباد الله ممالك ظالمة استعبدت وتحكمت فى أقوات وأرزاق الناس، نسى كيف خسف الله بمبارك الارض وجعله عبرة الظالمين والجبابرة، ابن الشرقية "تمسكن" حتى "تمكن" وأخذ يسخر جنوده من الإخوان بإرهاب الناس فراحوا يكفرون كل المعارضين لقراراته، حتى أصابهم الصم والبكم والعمى فذهبوا يؤيدون قرار إقالة النائب العام قبل أن يصدر الرئيس القرار، واستخدم ميليشيات جماعته المحظورة قانونا لفض الاعتصام أمام قصر الاتحادية وفى جمعة كشف الحساب بالاتحادية، سالت الدماء وسقط الشهداء دون أن نعلم من قتلهم وإذا كان مبارك قد تمت محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين فإن مرسى يجب أن يقدم للمحاكمة بنفس التهمة.

حالة الرفض الشعبى لأداء مرسى تفسر المبالغة فى الحراسة الأمنية المعينة عليه فبعدما فتح قميصه فى مشهد "شجيع السيما" بخطابه الأول بالتحرير بعد الفوز بالرئاسة، بات الآن لا يصلى إلا بحراسة مشددة وتناسى كيف كان ينام العادل عمر بن الخطاب مثله الأعلى كما يدعى تحت ظل الشجر دون أى حراسة ودون أن يتعرض له أحد، لكن هيهات فالفارق كبير فعمر ومن حوله رجال باعوا الدنيا من أجل الدين أما مرسى والإخوان فباعوا الدين من أجل الدنيا فلم يزدهم الله إلا وبالا وحسرة عليهم.

الأوضاع أراها تسير نحو ثورة قادمة لرفض محاولات أخونة الدولة، بعد أن كسب مرسى وجماعته رهان الدستور الإخوانى الذى يقيد الحريات ويفرط فى الأراضى المصرية التى سالت الدماء الغالية لتحريرها، الرسالة الأخيرة لمرسى هى الآية القرآنية الكريمة التى تقول " فليعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون".

الجريدة الرسمية