رئيس التحرير
عصام كامل

سد النهضة ينهي الحصة التاريخية لمصر والسودان من مياه النيل.. صممته شركة إيطالية بتكلفة 4.8 مليار دولار.. ويحجز خلفه 63 مليار متر من المياه وينتج 2000 ميجاوات من الكهرباء.. ويعرِّض المنطقة للزلازل

سد النهضة بأثيوبيا
سد النهضة بأثيوبيا

لم يكن الحديث عن تدشين أولى مراحل "سد النهضة" الذي من المنتظر أن تقيمه أثيوبيا بالحدث الجديد، فالمشروع الأثيوبي بدأ العمل فيه قبل عامين، وخلال فترة تولي المجلس العسكري لشئون البلاد، حيث أعلنت خمس دول هي "أثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا" توقيعها على اتفاق عنتيبي.

وتقضي الاتفاقية التي رفضت كل من مصر والسودان التوقيع عليها بإنهاء الحصص التاريخية لكلا البلدين، والتي تمثلت في "55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان"، حيث ينص الاتفاق الذي وقع في مدينة "عنتيبي" بأوغندا بأن تنتفع دول مبادرة حوض النيل انتفاعًا منصفًا ومعقولًا من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل، على وجه الخصوص الموارد المائية التي يمكن تطويرها بواسطة دول مبادرة حوض النيل وفق رؤية لانتفاع معقول.

ووفقا لذلك فقد جاء التحرك الأثيوبي تجاه بناء السد الذي من المنتظر أن يكون الأكبر في المنطقة، ويطلق على سد النهضة العديد من المسميات من بينها سد الألفية العظيم و"سد حداسه"، وتهدف أثيوبيا من السد الجديد بالمقام الأول لإنتاج طاقة كهرومائية، حيث تؤكد الحكومة الأثيوبية أنه سيرفع إنتاج الطاقة الكهرومائية في البلاد إلى 10 آلاف ميجاوات خلال السنوات الخمس المقبلة، ومن المتوقع أن ينتج السد 5250 ميجاوات، ومن المتوقع أن يحجز خلفه 63 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعد تقريبا ضعف بحيرة تانا.

ويقع السد في منطقة بني شنقول على بعد ما بين 20-40 كم شرق الحدود السودانية، ويؤكد المسئولون الأثيوبيون أن اختيار هذا المكان جاء وفقا لاعتبارات جغرافية وجيولوجية، واقتصادية، ويرى الخبراء أن هذه المنطقة التي يشيد عليها السد، على النيل الأزرق هو الأكثر توافرا وتدفقا للمياه، بالإضافة إلى توافر مجموعة تلال ذات طبيعة صخرية ستقلل من تكلفة بناء السد.

ويقول المهندس سيمنيو بيكيلي، مدير مشروع سد الألفية، إن السد الذي يعد الأكبر من نوعه في أفريقيا بمنطقة جوبا، سيحجز خلفه 63 مليار متر مكعب من المياه، موضحا أن إجمالي إنتاج الكهرباء حاليا في البلاد يبلغ ألفي ميجاوات، وأن هذا السد سوف يسهم بشكل كبير في مواجهة العجز في احتياجات البلاد من الطاقة وتصدير الفائض إلى الدول المجاورة، في حين ستعاد المياه إلى مسارها إلى دولتي المصب "السودان ومصر" بعد توليد الكهرباء وأنه لا يجرى استهلاك هذه المياه أو استخدامها في الري.

وقامت شركة ساليني الإيطالية للإنشاءات بتصميم ووضع التفاصيل الفنية للمشروع بتعاقد بلغت قيمته 4.8 مليار دولار، في يونيو 2011، وأعلنت الشركة الإيطالية خلال توقيع العقد عن المواصفات الفنية المبدئية التي حددت ارتفاع السد بـ145 مترا، وبطول 1800 متر، وإنشاء قناتين على جانبى السد لتصريف المياه الزائدة عن قدرة بحيرة التخزين، كما ستتراوح قدرة مولد الكهرباء لكل وحدة بالسد بين 10 و350 ميجاوات، ويبلغ طول الخزان الملحق بالسد 50 مترا، وتبلغ الطاقة التخزينية له 63 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعادل كمية المياه المتدفقة سنويا إلى مصر والسودان من الهضبة الاستوائية.

ويرى خبراء أن خطورة بناء سد الألفية تكمن أيضا في أن السعة التخزينية له تفوق 70 مليار متر مكعب، وهي نسبة خطيرة في منطقة قابلة للتعرض للزلازل والهزات الأرضية، بجانب تحكم أثيوبيا في مياه النيل الأزرق المغذي للسودان بنسبة 86% من حصته المائية، فضلًا عن نقل المخزون المائي من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة الأثيوبية.
الجريدة الرسمية