إحسان عبد القدوس يكتب: هذه حقيقة رواياتي
فى أواخرعام 1953 نشر الكاتب الأديب إحسان عبد القدوس روايته "أنا حرة " مسلسلة فى مجلة روز اليوسف. ساد الجدل والنقاش لمعارضة الرواية التى تدعو لتحرر الفتاة والتمرد على المجتمع، واعتبرها النقاد دعوة إلى تمرد الفتيات.. مما دعا الكاتب الكبير مؤلف القصة الى كتابة مقالا نشره فى مجلة روز اليوسف عام 1954 التى كان يرأس تحريرها بعنوان (هذه حقيقة رواياتى لمن لا يعرفها) قال فيه:
إنى لا أطمع أن يقتنع كل قارئ بهذه القصص التى أنشرها أو يقر نشرها أو حتى يرضى عنها ، ولكنى أريد أن يحاول كل قارئ أن يفهمها، وألا يكتفى بقراءة سطر واحد أو سطرين فقط من الرواية، وأرجو ألا تحكموا قبل أن تفهموا الحقيقة التى يرسمها أبطال هذه القصص، ولكم بعد ذلك أن تقتنعوا أو لا تقتنعوا.. لكن لا تحكموا قبل أن تفهموا، وبقدر ما جلبت لى مقالاتى فى الموضوعات السياسية والوطنية مثل مقالات الأسلحة الفاسدة حتى إنى اعتقلت بسببها بقدر ما جلبت لى قصصى من متاعب وأثارت حولى الجدل والتهم بل والهجوم.
كرم مطاوع: الحياة بدون الحب تفقد معناها
وكان يمكننى أن أتجنب كل هذه المتاعب وهذه الاتهامات لو أنى رفعت بضعة سطور من كل قصة، أو عدلت تعديلا بسيطا فى نهاية بعض القصص مثل "أنا حرة" لكنى صممت أن تبقى "أنا حرة" فى اختيار نهايتها، فهى رواية تتناول قضية التمرد على المجتمع بأعرافه وتقاليده التى عفى عليها الزمن وبطلة الرواية فتاة بسيطة تحاول ممارسة بعض الأمور العادية لكن يقابل ذلك القمع من جهة أهلها بصورة مبالغ فيها إلى أن تقرر البطلة التمرد على الأوضاع والانطلاق فى مسيرة حياتها ذلك لأنى لا أريد أن أشوه الحقيقة خاصة وأن هذه القصص والروايات تصور حقيقة الإنسان، فكلما ارتقى الإنسان استطاع أن يواجه حقيقة نفسه، وكلما ظل الإنسان متأخرا يظل يهرب من الحقيقة لكن الحقيقة تلاحقه إلى أن تنتصر عليه، ولذلك أرجوكم افسحوا الطريق.. إن الحقيقة تتقدم.