ما حكم الشرع في التوسل بالأنبياء والصالحين؟.. دار الإفتاء تجيب
تعد مسألة التوسل بالأنبياء والصالحين، مين المسائل الخلافية التى كثر كلام أهل العلم عنها، خاصة فى المجتمعات التى تنشر فيها قبور الأولياء والصالحين، ويتساءل الكثير من الناس حول حكم الشرع فى التوسل بالأنبياء والصالحين وأن يدعو الإنسان بأسمائهم لكى يخرجه الله من كربه ومحنته أو يقضى حاجة معينة يرغب فيها.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الوسيلة معناه فى الإصطلاح هي ما يتقرب به إلى الغير، وأنه ورد في الحديث قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ".
حكم الانتحار في الإسلام | خالد بدير يوضح في خطوات كيفية علاج ظاهرة الانتحار
وأشارت الدار إلى أن المتفق عليه بين أهل العلم أن للأنبياء والرسل وكذلك الصالحين، شفاعة يشفعون بها، وذلك في حياتهم، مشيرًا إلى أنه بعد مماتهم فأهل العلم اتفقوا على أنه يجوز التوسل والتشفع بالأنبياء والصالحين، وأن الرأي المخالف لذلك هو قول ابن تيمية.
وأضافت الدار أن الرأي المعمول به في دار الإفتاء المصرية أنه يجوز التوسل والتشفع بألأنبياء والصالحين، وأن هذا ليس معناه الشرك بالله واليعوذ بالله، موضحًا أنه يجي علينا نحن المسلمين ان نكون على يقين أن النافع والضار دائمًا والذب بيدع كل شيء هو المولى عز وجل، وأن التقرب والتوسل بالأنبياء والصالحين إنما هو من باب مكانتهم عند المولى عز وجل.
دعاء حسن الخاتمة | 9 أدعية تعرف عليها
وأوضحت دار الافتاء، أنه ورد فى القرآن الكريم قوله تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، فإن المقصود بها هنا التقرب إلى الله عز وجل بكل عمل صالح.
وتابعت: نحن نرى أنه لا حرمة ولا كراهة في التوسل والاستشفاع بهم كأن يقول المتوسل أو المستشفع: اللهم ببركة هذا النبي أو هذا الولي أكرمني أو وفقني لصالح الأعمال ونحو ذلك، وليس في هذا العمل شرك بالله والعياذ بالله، والمسلم الذي يعتقد في التوسل بالأنبياء والأولياء عقيدته صحيحة وسليمة ما دام يعلم تمام العلم أن النافع والضارَّ والمعطي والمانع هو الله وحده لا شريك له في ملكه، وأن التوسل بالأنبياء والأولياء إنما يُقصَدُ به التقرب إلى الله عز وجل، لقربهم ومكانتهم عند الله جل شأنه، وأن لهم شفاعة منَّ الله عليهم بها.