رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل يجوز تكرار العمرة في السفر الواحد؟.. تعرف على رأي الشرع

العمرة _ صورة أرشيفية
العمرة _ صورة أرشيفية

يعتبر الذهاب لأداء مناسك الحج والعمرة أحد أبرز الأمنيات التى يسعى إليها أي مسلم، طمعًا فى الحصول على الثواب الجزيل الذى وعد به المولى -عز وجل- عبادة فى حالة ذهابهم الى بيته الحرام، ومن الأسئلة التى تكرر دائما فى شأن الحج والعمرة هو "حكم تكرار العمرة فى السفر الواحد".

والباحث في حكم تكرار العمرة فى السفر الواحد، يجد أن العماء قد اختلفوا في توضيح ذلك الحكم، وذلك لاختلافهم في تفسير حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها- وقولها "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ نُوَافِي هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ، أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، فَلْيُهْلِلْ، فَلَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ، لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ" قالت: فَكَانَ مِنَ الْقَوْمِ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، فَكُنْتُ أَنَا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، قالت: فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ، وَأَنَا حَائِضٌ، لَمْ أَحِلَّ مِنْ عُمْرَتِي، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "دَعِي عُمْرَتَكِ، وَانْقُضِي رَأْسَكِ، وَامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ" قالت: فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، وَقَدْ قَضَى اللَّهُ حَجَّنَا، أَرْسَلَ مَعِي عَبدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْدَفَنِي وَخَرَجَ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَحْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، فَقَضَى اللَّهُ حَجَّنَا وَعُمْرَتَنَا، وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ هَدْيٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَا صَوْمٌ". 

هل يجوز قراءة القرآن من المصحف في الصلاة؟.. تعرف على رد الأزهر

وكانت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أوضحت فى تفسير أقوال العلماء فى حكم تكرار العمرة فى السفرة الواحدة  على النحو التالي: 

الرأي الأول: رأي فيه بعض أهل العلم إلى عدم جواز تكرار العمرة لما فهوه من حديث السيدة عائشة -رضى الله عنها- أن ذلك خاص بها فقط دون غيرها، خاصة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو غيره ممن حج برفقتة لم يؤدوا هذه العمرة المذكورة فى الحديث، حيث أشاروا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن للسيدة عائشة -رضى الله عنها- بشكل فردى جبرًا لخاطرها.

الرأي الثاني: قال أصحابه بأن الحكم فى حديث السيدة عائشة -رضى الله عنها- هو حكم عام يصلح لجميع المسملمين وليس قاصرًا على حالة السيدة عائشة وحدها، خاصة وأن العمرة هى فى الأساس فعل خير، وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث والأثر الذي يرغب ويحث المسملين على أدئها.

عمرو الورداني : المنتحر ليس كافرًا.. ونعاني من مشكلة "الاستفزاز الديني"

ورد أصحاب هذا الرأي على الرأي الأول والذين خصوا الحكم بالسيدة عائشة -رضى الله عنها فقط-، بأن التخصيص في الأحكام الشرعية لا يبت إلا بالحجة أو الدليل، ولو أن الأمر كان ذلك لذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- بشكل منفرد، وأن أي أمر من النبي -صلى الله عليه وسلم- للسيدة عائشة فيه خير وبركة للأمة كلها.

وفى هذا السياق ذهبت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية إلي أن الرأي الثاني بجواز تكررا العمرة فى سفر واحد هو الرأي الأرجح، مع مراعاة أن المسلم يسحب له عند تكرار العمرة أن يخصص لكل عمرة سفر واحد، وذلك تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما ورد فى الأثر أنه أدى العمرة أربع مرات كانت كل واحدة منها فى سفر خاص بها.

Advertisements
الجريدة الرسمية