رئيس التحرير
عصام كامل

30 يونيو 2013


ما الذى ينتظرنا يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣؟

هل يمر هذا اليوم مثل غيره من الأيام التى سبقته، وتمضى حياتنا كما هى تحت حكم الإخوان من سيئ إلى أسوأ.. أم يكون هذا اليوم إيذانا لانفجار ثورى جديد مثل انفجار ٢٥ يناير ٢٠١١؟


البعض يتوقع والأغلب يأمل أن يشهد يوم ٣٠ يونيو القادم الانفجار الثورى الثانى الذى يفتح الباب لتصحيح مسار ثورة ضلت طريقها لكى تحقق أهدافها فى بناء دولة ديمقراطية عصرية تعلى قيم المواطنة وتتحقق فيها الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع.

لكن هناك أيضا من يخشى أن تشهد البلاد صداما اجتماعيا دموياً كبيراً، لأن الإخوان سوف يحاربون بكل أسلحتهم، خاصة غير المشروعة، دفاعاً عن حكم طال اشتياقهم له، ولم يهنأوا أو يستمتعوا به وبمزاياه إلا قليلاً!

أيضا هناك من لا يتوقعون أن يحدث شيء يوم ٣٠ يونيو القادم، ويتصورون أن يمر هذا اليوم بشكل عادى.. أى ثقيل الوطأة مثل غيره من الأيام التى يعيشها المصريون الآن ويعانون فيها سوء الأحوال، وقلة الدخول وارتفاع الأسعار، ووطأة البطالة، وفقدان الأمن، ونقص السولار، مع الانقطاع الدائم والمتكرر للكهرباء.

ليس سهلاً بالطبع التنبؤ بما سيحدث يوم ٣٠ يونيو القادم وكيف سيمر علينا هذا اليوم الذى ينهى سنة كاملة كبيسة من حكم الإخوان للبلاد، لم تشهد فيها استقرارا سياسياً لحظة واحدة، ولم يستعد فيها اقتصادها عافيته بل تعرض فيها لاستنزاف موارد لا يتوقف.

لكن مع ذلك ليس صعباً أن نرصد زيادة حالة الغضب فى نفوس قطاعات واسعة من المصريين كل يوم جديد يمر علينا.. بل لعل هذا الغضب يعانى منه الجميع باستثناء الإخوان والمتعاونين معهم فقط إلى حين!.. حتى الذين منحوا أصواتهم للرئيس مرسى هم أيضاً غاضبون، بل لعلهم الأكثر غضبا لإحساسهم بأنهم خدعوا!.. وعندما يفتقد الحكم.. أى حكم .. الرضا الشعبى فإنه لا يستطيع الاستمرار والبقاء.. أما متى يحدث تغيير هذا الحكم فهذا أمر فى أيدى الناس الغاضبين وحدهم ومدى قدرتهم على الاحتفاظ بغضبهم فى الصدور.. فإذا صار ذلك يفوق قدرتهم على الاحتمال انفجروا مثلما انفجروا من قبل فى ٢٥ يناير ٢٠١١.

ما نستطيع تأكيده فقط هو أن قدرة المصرى الآن وبعد يناير ٢٠١١ على تحمل الاستبداد السياسى والظلم الاجتماعى والتدهور الاقتصادى أصبحت محدودة جداً، وأنه لن يسكت على حقوقه المسلوبة وأحلامه الضائعة طويلاً كما كان يحدث من قبل، سواء حدث ذلك في ٣٠ يونيو أو ٨ أغسطس أو أى أيام أخرى.
الجريدة الرسمية