ما حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة؟ .. الأزهر يجيب
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، أن قراءة بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سنه في الركعتين الأولييين من الصلاة، وذلك فيما يخص الإمام، حيث قال الله تعالى " فَاقْرَأوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ"، وأنه لو تركت القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحية.
وأشار المركز إلي أن الأصل في الصلاة أن تكون قراءة القرآن فيها عن ظهر قلب وليست من المصحف، و لذا جعل النبيّ – صلى الله عليه وسلم- معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن، لظاهر قوله- صلى الله عليه وسلم- ﷺ: "لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا".
وأضاف المركز أن قراءة المصلي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها، فذهب الشافعية، والحنابلة - في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا، واستدلّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- "كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ"
الإفتاء: المذهب المالكي يمتلك رصيدًا هائلًا من الفتاوى المتعلقة بمسائل الماء
وأوضح المركز أن المالكية فرقوا بين الفرض والنفل، فرأَوا كراهة قراءة المصلّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها، لاشتغاله غالبًا، وقالوا بجواز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهة، لأنه يغتفر فيها ما لا يغتفر في الفرض.
ويرى الحنفية أن القراءة من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية، لأن حمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عمل كثير.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية أنه بناءًا على الآراء السابقة فإن الأفضل والأولى للمصلي أن يقرأ القرآن من حفظه فقد امتدح الله ﷻ المؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى: "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ.." ولأن السنة المحفوظة عن النبي ﷺ وأصحابه القراءة عن ظهر قلب، موضحًا إن عجز عن ذلك، وكانت القراءة طويلة كما في صلاة القيام، ففي هذه الحاله يجوز له القراءة من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.