عادل عبدالحفيظ يكتب: رجل اسمه "الهجان" وصفحات التواصل الاجتماعي
بعد أسبوع ونصف الأسبوع عن حركة المحافظين الأخيرة والتغيرات التى شهدتها عدد من المحافظات قاربت نصف محافظات الوطن، وما تبعه من الدفع بقيادات شابة على منصب "نائب محافظ" لنا كلمة.
بحكم الموطن والسكن والعمل ولدت وعشت فى واحدة من أشرس محافظات مصر والصعيد، فهى ساخنة بحكم طقسها وبحكم عاداتها الصارمة، وصابرة بحكم ما عانته من نقص خدمات لمدة نصف قرن، بحيث كانت منفى قبل 15 عامًا.
عن محافظة "قنا" أتحدث.. وهى المحافظة الأقدم فى كوكب الأرض تقريبا وسكنها الفراعنة منذ 5 آلاف عام حيث كانت تتبعها الأقصر لوقت قريب.
مر على "قنا" رجال حكموها، منهم من أنجز ومنهم من اجتهد، ولكن يبقى اللواء عادل لبيب الرقم الصعب فى منصب من تولى محافظا لها، وباتت إنجازاته فيها غير قابله لتكرار الحديث عنها وحفظها الجميع.
ولكن وفى يوم الثلاثاء الموافق 13 أغسطس 2012 مر عليها رجل من أشرف من تولى مسؤلية محافظ فى هذا الوطن وهو أمين عام جهاز الرقابة الإدارية الأسبق اللواء "عبدالحميد الهجان".. رجل عاش فى قنا 2358 يومًا كاملة، كان حلما مر على منطقة فى أقصى صعيد مصر.
لم أرَ فى حياتى دماثة خلق مثلما رأينا عليها هذا الرجل، ولا زالت ذاكرتى تمتلئ بالكثير من المشاهد التى لا يمكن أن أنساها فى حياتى وشاهد عيان عليها.. دعنى فقط أذكر مشهدين منها.. ذات يوم.. وفى مسجد العارف بالله سيدى عبدالرحيم القنائي كان يصلى هذا الرجل الزاهد، وأثناء خروجه من المسجد فوجئ الجميع بأن صوت المحافظ يرتفع وظن الجميع أن هناك ما يعكر الصفو.
وكانت المفاجأة أن الرجل احتد بشدة على أحد العاملين الذى حاول أن يحضر حذاء المحافظ، والذى بادره بجملة "أنا فى بيت ربنا، وأنا عبد من عباده، فكيف أتعالى وأنا فى بيته".. وهذا يرسل رسالة عن تواضع وحسن خلق لا يتكرر بسهولة.
مرة أخرى وأثناء قيامه بقيادة مهمة إعادة أراض مملوكة للدولة اغتصبها من ظن أنه فوق القانون.. تعرض أحد أفراد الأمن للإجهاد والعطش مع شدة الحرارة، فقام مسرعا لسيارته، محضرا زجاجة مياه خاصة به، وجاء بفرد الأمن إلى ذراعه، وقدم له الماء حتى فمه بيده، ثم منحه "كاب" خاصًّا به، وأدخله سيارته المكيفة، وسط ذهول من الحاضرين.
رجل أعاد للدولة من أملاكها 54 ألف فدان ممن اغتصبها، رجل رصف 241 كيلو مترًا.. رجل أقام 9852 وحدة سكنية.. رجل حصل على 280 يومًا إجازة من إجمالي 2358 يوما.
لا أجد غضاضة وأنا أكتب هذا عن محافظ رحل عن محافظتى وأصبحت علاقته العمليه بى تقريبا بعيدة مكانيا وفعليا ولم تربطنى به إلا علاقة بشرية خالصة ولا يمكن أن يتهمنا من يرمينا بـ" التطبيل "
ولكن العجب وكل العجب ان يتنكر البعض لانجازات الرجل وخاصه المقربين منه ومن عملو معه لسنوات وكانوا لجانبه ويعلنوا حربا شرسه للنيل من انجازته لانه كان سببا فى غلق صنبور " الفساد ".
العجب لشخصيات كنت أظن أنها أذكى من ذلك، وتتنكر لكلمة حق قالتها بصدق فى حق الرجل، أتعجب لأجهزه أمنية بقنا تركت صبية ينتمون لتيارات وكيانات متطرفه ينهالون بكلماتهم دون وعى فى حق من أنجز ومن كان يقول: "أنا واحد منهم".
وليقل من يقل ما شاء فلن يقدم من الامر شيئا أبدا ولن يؤخر.. اللواء عبدالحميد الهجان اصبح علامة مميزة، ولا تخطئها عين للأصالة والتواضع والانجاز وانكار الذات لدرجه ان رقم هاتفه يعرفه القاصى والدانى ولم يعرف جمله " الا فى الضروره القصوى " لم يضيق ذرعا بالنقد ويتوعد من ينقده متسلحا بسلبيه من يتوعدهم ,
تحيه من هنا الى رجل يكره المدح، ويعتبر أن ما يفعله لوجه الله وفقط، ويكفيه شهادة من يعلم ان شهادته ستكتب لدى الحكيم العليم.