رئيس التحرير
عصام كامل

تحويل مجرى نهر النيل يمثل بداية الصراع على المياه.. وصيف: تحويل المجرى كان متوقعًا.. وهناك سيناريوهات للتعامل مع الأزمة.. نورالدين: ما حدث يمثل فشلًا جديدًا للإخوان.. مغاوري: مليون فدان معرضة للبوار

نهر النيل-صورة أرشيفية
نهر النيل-صورة أرشيفية

بعد القرار المفاجئ لإثيوبيا بتحويل مجرى نهر النيل الأزرق تمهيدا للبدء فعليا في بناء سد النهضة الإثيوبي صب عدد من الخبراء غضبهم على حكومة الإخوان ومشرع النهضة الذي لم يحم حصة مصر من المياه في ظل تحركات دبلوماسية ضعيفة لا ترقي لمستوى الأحداث.


وتوقع البعض الآخر إجراء عمليات عسكرية لمنع بناء السد بالقوة وسط تحركات إسرائيلية مكثفة لانتهاء بناء السد.

وقال الدكتور خالد وصيف، مستشار وزير الموارد المائية والري: "إن قرار إثيوبيا بتحويل مجرى نهر النيل الأزرق كان متوقعا وكان محددا له أن يكون نهاية أغسطس الماضي، إلا أنه تم التأجيل لحين الانتهاء من تقرير اللجنة الفنية المشكلة من مصر والسودان وإثيوبيا".

وأشار إلى أن الهدف من قرار تحويل المجرى مساء أمس الإثنين، هو معرفة رد فعل الجانب المصري.

وأوضح وصيف، في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن حقائق الأمور تقول، إنه لا يصلح تحويل مجرى النهر في هذا الوقت من العام، لأن الفيضان سيبدأ خلال أغسطس وسبتمبر، لافتًا إلى أن المياه المحولة ستعود إلى مصر، ونوه إلى أن الهدف من التحويل هو تجفيف منطقة بناء السد.

وأضاف أن هناك محاولات شديدة للإيقاع بين مصر وإثيوبيا، إلا أن موقفنا لن يهتز، مؤكدا أنه لن يتم اتخاذ أي قرار إلا بعد صدور التقرير الفني، من اللجنة المشكلة من الثلاث دول، والذي من المقرر أن يصدر خلال هذا الأسبوع وهو التقرير الذي سيكشف إذا ما كان هناك أي آثار سلبية من بناء السد من عدمه.

وأوضح أنه في حالة وجود آثار سلبية فإن هناك سيناريوهات جاهزة للتعامل مع الأزمة، لم يتم الإفصاح عنها، مضيفا أنه سيتم التمسك بتصريحات رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي التي أكد فيها عدم الإضرار بالأمن المائي لمصر، معتبرًا إياها تصريحات إيجابية.

وأكد الدكتور مغاوري شحاتة، رئيس جامعة المنوفية الأسبق وخبير المياه العالمي، أن تحويل إثيوبيا لمجرى النيل الأزرق كارثي، وسيتسبب في خسائر فادحة لمصر.

وقال: "إن أضرار القرار الإثيوبى بتحويل مجرى النيل تتمثل في انحدار المياه خلفه دفعة واحدة والتي سوف تجتاح السودان وستصل إلى حدود القاهرة وهي كارثة بكل المقاييس ستغرق كل شىء، وهو بمثابة إنذار صريح للسودان".

وأضاف مغاوري، في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن استكمال بناء السد سيمكن إثيوبيا من التحكم الاستراتيجى في مصر والسودان من خلال تحكمها في كمية المياه المتدفقة إليهما، بخلاف أن السد سيكون له تأثير على مصر عن طريق حجز كمية من المياه من حصة مصر تصل إلى نحو 9 مليارات متر مكعب تروي نحو مليون فدان من الأراضي المصرية ستتعرض للبوار والعطش.

وأوضح أنه باكتمال بناء السد سيؤدي إلى انخفاض كميات المياه التي يتم تخزينها في بحيرة ناصر من 120 مليار متر مكعب إلى 75 مليارا فقط، ما يؤدي إلى انخفاض طاقة توليد الكهرباء من السد العالي، وقناطر إسنا ونجع حمادي بمعدل 20%، بالإضافة إلى تشريد 5 ملايين مواطن يعتمدون على زراعة هذه المساحات.

وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية: إن تحويل مجري النيل يعد إثباتا جديدا لفشل حكومة الإخوان المسلمين في حماية حصة مصر من المياه وسط تحركات دبلوماسية ضعيفة ولا ترقى إلى مستوي التحركات الإسرائيلية التي تحلم بغرق مصر.
الجريدة الرسمية