في ذكرى وفاته.. الشيخ أحمد الرزيقي "هرب من المدرسة لحفظ كتاب الله.. عين قارئا للسورة بالسيدة نفيسة وحصل على وسام الجمهورية"
حبه للقرآن كان السبب الرئيسي في الهروب من المدرسة، التي لم يكمل تعليمه بها، وذهب إلى كتاب القرية، لحفظ القرآن بعدما شاهد التفاف أهالي القرية أمام جهاز الراديو للاستماع لصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، قبل السادسة صباحا، فهرب من المدرسة للكُتاب، وهناك تتلمذ على يد أساتذة أجلاء أخذ عنهم العلم وعلم به غيره، هو الشيخ أحمد الرزيقي، الذي ولد في الثامن عشر من فبراير عام 1938م في قرية الرزيقات التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا بصعيد مصر.
البداية
التحق "الرزيقي" بالمدرسة في بلدته، وفي عام 1951م وجد جمعًا غفيرًا من أهل بلدته ملتفين حول جهاز المذياع لسماع بلدياته وابن مركزه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مشدوهين إعجابًا بصوته، من هنا تحولت حياته، ولم تطاوعه قدماه على الذهاب الى المدرسة، وما إن فرغ الشيخ عبد الباسط من التلاوة حتى اتخذ قرارًا بينه وبين نفسه، بالهروب من المدرسة، واتجه إلى كتاب القرية بدون أخذ رأي والده، الذي ما إن علم بما فعله لم يستنكره بل وافق على رأيه وأخرجه من المدرسة.
وفي خلال ٣ سنوات، أتم الشيخ الرزيقي، حفظ القران على يد الشيخ محمود إبراهيم، ثم درس القراءات على يد العلامة الشيخ محمد سليم المنشاوي، وكان عالما بفنون القرآن واللغة.
أقام الرزيقي في الأقصر من 1961م وحتى 1974م، ثم حضر بعد ذلك إلى القاهرة، وتقدم لمسابقة الإذاعة عام ١٩٧٥، وأثناء تواجده في القاهرة حرص على دراسة الموسيقى، بمعهد الموسيقى العربية على يد المؤرخ الموسيقي محمود كامل.
وعين الشيخ الرزيقي، قارئًا لمسجد السيدة نفيسة عام 1982م، وسافر إلى العديد من دول العالم حاملًا كتاب الله في قلبه وعلى لسانه، وفي أستراليا حمّلوا الشيخ مطالب، قدمها إلى الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الشريف، فقرر حينها إيفاد ٨ علماء لتدريس القرآن وعلومه في استراليا، وفي لندن مكث الرزيقي بها فترة، فكان يدخل الإسلام أكثر من ١٥٠ فردا في اليوم، وفي باريس حضر مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مهرجان الأيام الموسيقية العربية، وما إن بدأ في التلاوة حتى امتلأ المسرح عن آخره وجلس الكثيرون على طرقاته، وكان أغلبهم من الفرنسيين المسلمين.
حصل الرزيقي على وسام الجمهورية من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في عام ١٩٩٠ ضمن من كرموا من القراء في احتفالية وزارة الأوقاف، وكان ذلك الوقت قارئا للسورة في مسجد السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، ووكيل نقابة القراء.
وفي الثامن من ديسمبر عام ٢٠٠٥ سكت الجسد ولم تسكن الروح، بل حلقت في سماء دولة التلاوة المصرية.