أرامكو تسعّر سهمها عند 8.53 دولار وقيمتها السوقية تتخطى آبل
قرر عملاق النفط السعودي أرامكو تسعير طرحه العام الأولى عند 32 ريالًا ما جعل القيمة السوقية للشركة عند 1.7 تريليون دولار، لتتخطى بذلك شركة "آبل" بفارق مريح لتصبح أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة.سيكون الطرح العام الأولى في سوق الأوراق المالية لعملاق النفط المملوك للدولة أرامكو السعودية الأكبر في التاريخ، لكنه سيظل أقل بفارق كبير عن القيمة الشاهقة البالغة تريليوني دولار التي طالما سعى إليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقالت أرامكو في بيان إنها قررت تسعير طرحها العام الأولى عند 32 ريالًا (8.53 دولار) للسهم، وهو الحد الأعلى لنطاقه الاسترشادي، لتجمع 25.6 مليار دولار وتتفوق على الإدراج القياسي لمجموعة على بابا الصينية في سوق نيويورك التي بلغت قيمتها 25 مليار دولار في 2014.
أغلى من آبل!
وعند ذلك المستوى، تكون القيمة السوقية لأرامكو عند 1.7 تريليون دولار، مما يجعلها تتخطي أبل بفارق مريح لتصبح أكبر شركة مدرجة في البورصة بالعالم من حيث القيمة. لكن الإدراج، الذي من المتوقع أن يتم في وقت لاحق هذا الشهر في بورصة الرياض، بعيد كل البعد عن حفاوة الاستقبال التي كان يتصورها ولي العهد في البداية.
ولم تقل الرياض متى سيبدأ التداول على الأسهم في لكن مصدرين قالا إنه من المقرر أن يبدأ في الحادي عشر من ديسمبر. واعتمدت السعودية على مستثمرين محليين وإقليميين لبيع حصة 1.5 بالمائة بعد اهتمام فاتر من الخارج حتى مع التقدير المنخفض لقيمة الشركة البالغ 1.7 تريليون دولار.
وبلغ الطلب من المستثمرين من المؤسسات، بما في ذلك صناديق وشركات سعودية، 106 مليارات دولار، بينما بلغت قيمة طلب استثمارات الأفراد 12.6 مليار دولار. واشترى نحو 4.9 مليون من المستثمرين السعوديين الأفراد أسهمًا في عملاق النفط، بينهم 2.3 مليون في الفئة العمرية بين 31 و45 عامًا.
وقال مستشارو أرامكو إنهم ربما يمارسون خيار "تخصيص إضافي" بحد أقصى 15 بالمائة بشكل جزئي أو كلي، وهو ما يسمح لها بزيادة حجم الصفقة إلى 29.4 مليار دولار كحد أقصى.
وتم طرح 0.5 بالمائة من أرامكو، أو نحو ثلث حجم الإدراج، للمواطنين السعوديين، وهو طرح غير مسبوق للأفراد مقارنة مع الطروحات العامة الأولية السعودية السابقة. وتخطط أرامكو لتوزيعات أرباح تبلغ 75 مليار دولار لعام 2020، وهو ما يفوق بأكثر من خمسة أمثال توزيعات أبل التي هي بالفعل من أكبر توزيعات الشركات على المؤشر ستاندرد اند بورز 500.
المستثمرون الأجانب قلقون
ومما أبعد المستثمرين الأجانب عن الطرح، مخاوف تتعلق بتغير المناخ ومخاطر سياسية وافتقار الشركة للشفافية، وهو ما أجبر المملكة على التخلي عن طموحات لجمع ما يصل إلى 100 مليار دولار عبر إدراج دولي ومحلي لحصة قدرها خمسة بالمائة.
وحتى مع تقييم عند 1.7 تريليون دولار، أحجمت المؤسسات الدولية، وهو ما دفع أرامكو لإلغاء جولات ترويجية في نيويورك ولندن والتركيز بدلًا من ذلك على تسويق حصة 1.5 بالمائة لمستثمرين سعوديين وحلفاء من دول الخليج العربية الثرية. وقدمت بنوك سعودية للمواطنين سلفا بفوائد زهيدة لتقديم عروض لشراء الأسهم.
التحول بعيدًا عن النفط
والطرح العام الأولى هو ذروة مسعى استمر سنوات لبيع حصة في أكبر شركات العالم ربحية وجمع أموال للمساعدة في تحول المملكة بعيدًا عن النفط وخلق وظائف وسط زيادة سكانية. وروجت الحكومة للاستثمار في الطرح باعتباره واجبًا وطنيًا، خصوصًا بعد مهاجمة منشأتين نفطيتين تابعتين لأرامكو في سبتمبر/أيلول 2019، وهو الهجوم الذي خفض مؤقتا إنتاج النفط في المملكة إلى النصف.
وعلى الرغم من الدعم الرسمي وتقديم قروض لتمويل شراء أسهم، كان الاهتمام خافتًا مقارنة مع طروحات عامة أولية أخرى في السوق الناشئة، بما في ذلك إدراج بنك سعودي كبير في 2014 فاقت فيه طلبات الاكتتاب المعروض عدة مرات.
لكن الاستثمار في أرامكو مراهنة أيضا على سعر النفط ونمو الطلب العالمي على الخام، والذي من المتوقع أن يتباطأ بدءًا من 2025 في ظل اتخاذ خطوات نحو خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وزيادة استخدام السيارات الكهربائية.
وينطوي الطرح العام الأولى أيضًا على مخاطر سياسية مع خضوع الشركة لسيطرة الحكومة السعودية التي تعتمد على أرامكو في أغلب الإيرادات. وواجهت السعودية انتقادات دولية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي العام الماضي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وعن دورها في حرب اليمن.