رئيس التحرير
عصام كامل

"كرم مطاوع" و"سهير المرشدي" من خلف الأسوار!


في القفص.. ومن وراء الأسوار الحديدية.. وقف "كرم مطاوع" المخرج والنجم الكبير الراحل مع زوجته وقتها الفنانة الكبيرة "سهير المرشدي" يردان على أسئلة ممثل الادعاء.. الذي كان حينئذ نجم الإعلام الرياضي الكابتن "مدحت شلبي" الذي كان القفص الحديدي ضمن برنامجه "قصر النجوم"..


وبعيدا عن عدم انسجام فكرة القفص والمحاكمة مع عنوان البرنامج، وبعيدا عن ظرافة البرنامج ودفاع "المرشدي" عن زوجها ردا على أحد الأسئلة في ملامح حب أسطوري أصابتها العيون.. إلا أن ما يعنينا هو ما قاله "كرم مطاوع" دفاعا عن نفسه في حلقة إذاعتها قبل أيام قناة "ماسبيرو زمان"، حيث سأله "شلبي" عن تناقص المسرحيات التي يخرجها مقابل في الثمانينيات عن عدد المسرحيات التي أخرجها في السبعينيات..

وكان البرنامج في نهاية الثمانينيات، والحكم على الأعمال التي تمت في عقد الثمانينيات ممكنا.. قال "مطاوع" إن القصة مش قصة أعمال قليلة يخرجها.. إنما الحكاية أنه في الستينيات وعند تخرجه وعمله مخرجا كانت هناك عدة فرق تعمل في وقت واحد.. وكل فرقة منها تنتج سنويا عددا كبيرا من الأعمال تبلغ أحيانا أربعة وعشرين عملا مسرحيا..

وبالتالي كان منطقيا أن نصيب كل مخرج سيكون كبيرا.. أما في السبعينيات -التي ضرب بها "شلبي" المثل- فكان المعدل أقل والاهتمام بالمسرح أقل.. واستمر التراجع في الثمانينيات.. وهذا هو السبب وليس تفضيله للتمثيل عن الإخراج بل العكس.. حيث يعتبر الإخراج فنه المفضل!

ماذا لو كان البرنامج في "الألفينيات"؟! ماذا كانت إجابة "مطاوع"؟! الإجابة معروفة طبعا ولكن تبقى الملاحظة الأهم.. وهي أن شرارة الانطلاق أو التراجع يبني فوقها ما لم توقفها يد ما.. وتراجع القوى الناعمة بدأ في السبعينيات.. لفلسفة في إدارة الدولة تقضي بتقليص دور الدولة. استكمل الأمر في الثمانينيات وما بعدها.. وترك تشكيل وعي الناس الذي هو أمن قومي لتجار بعضهم لا نعرف أصوله ولا جذوره..

وانتهي الأمر إلى التركة الثقيلة التي ورثها الرئيس "السيسي" ويتحدث عن وجه منها كل مناسبة وهو الوعي.. ومرات أخرى عن الدراما الحقيقية قبل وبعد "الممر" والخلاصة: الحكاية مش حكاية إجراءات فقط.. الحكاية حكاية فلسفة إدارة الدولة أو الرؤية أولا.. ومع دور الدولة في بناء أبنائها وشعبها.. وعيا وتعليما.. أم أن الدولة لا شأن لها بذلك كما يدفع البعض في هذا الاتجاه؟! جاوبنا طبعا قبل أن نسأل!
الجريدة الرسمية