زكريا محيي الدين: الإخوان بيضحوا بمستقبل البلاد في سبيل الوصول إلى الحكم
أثناء محاكمة المتهمين بمحاولة اغتيال البكباشى جمال عبد الناصر وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة والتي عرفت بحادث المنشية بالإسكندرية عام 1954 والمتهم فيها التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين أدارت مجلة المصور عام 1954 حوارا قصيرا مع البكباشى أركان حرب زكريا محيى الدين وزير الداخلية وقتئذ وعضو محكمة الشعب.
أكد فيه أن حكومة الثورة كانت على علم بكل شيء من تحركات الجهاز السرى وأنهم كانوا على يعرفون حقيقة وجوده وأن المسئولين نبهونا إلى خطورة التنظيم السرى على الدعوة الإسلامية وعلى البلد نفسها.
وأضاف زكريا محيى الدين أن جمال عبد الناصر -وكان رئيسا للوزراء- قد أنذرهم كثيرا وفى مناسبات عديدة بأنه لا ضرورة لوجود هذا الجهاز مادامت معسكرات الحرس الوطنى قد فتحت أبوابها للجميع، ولكنهم لم يستمعوا إلى هذا النصح الكريم مراعين مصالحهم الخاصة مضحين بمستقبل البلاد في سبيل الوصول إلى الحكم حتى وقعت الواقعة وتكشفت نواياهم التي كان أهم مظاهر هذه الجماعة هو استغلالها للدين أسوأ استغلال للوصول إلى تحقيق أغراض شخصية.
أما بالنسبة للأحكام التي صدرت على المتهمين بالإعدام والسجن المؤبد للهضيبى قال وزير الداخلية: إن هذه القضية التي عرضتها محكمة الشعب على الرأى العام بواسطة الإذاعة والصحف اليومية عرضا وافيا وشاملا اقتنع الشعب تماما بعدالة الأحكام التي صدرت.
بل أن هذه الأحكام عبرت عن حقيقة شعور وتضامن الشعب مع قضاته في مؤاخذة هذه الجماعة عما اقترفوه من آثام باسم الدين ولذا أصبح من الصعب أن يستغل الشعب المصرى أحدا باسم الدين.
أما بالنسبة لتعاون الإخوان والشيوعيين في تلك المؤامرة فقال الوزير محيى الدين: إن عملية مكافحة الشيوعية عملية مستمرة وجار التحقيق في عملية قضية المنشورات الشيوعية التي ضبطت مع بعض الشيوعيين.
وحول دور وزارة الداخلية قال وتقوم بإجراءات التحضير محيى الدين: إن مكتب الادعاء يقوم باستعراض قضايا عديدة ومتشعبة وتقوم بإجراءات التحقيق والتحضير لهذه القضايا أمام محاكم الشعب وأنوه إلى الجهود الجبارة التي بذلها حماة الأمن ورجال المباحث العامة الذين يعملون للحق عن إيمان وعقيدة في سبيل هدف واحد هو المحافظة على أمن البلاد وصيانة أهداف الثورة المباركة.